باب الذال والهاء وما يثلثهما
باب الذال والهاء وما يثلثهما
(ذهب) الذال والهاء والباء أُصَيْلٌ يدلُّ على حُسْنٍ ونَضارة.
من ذلك الذَّهبُ معروف، وقد يؤنَّث فيقال* ذَهَبة، ويجمع على الأذْهَاب.
والمَذَاهب:
سُيورٌ تُموَّهُ بالذّهَب، أو خِلَلٌ من سُيوف.
وكلُّ شيءٍ مموَّهٍ بذَهَبٍ فهو مُذْهَبٌ.
قال قيس:
أتعرِف رسماً كاطّرادِ المَذَاهِبِ
***
لعَمْرَةَ وَحْشاً غيرَ مَوْقِف راكبِ
ويقال رجلٌ ذَهِبٌ، إذا رأى مَعْدِنَ الذّهب فَدَُهِش.
وكميتٌ مُذْهَبٌ، إذا علتْهُ حُمْرةٌ إلى اصفرار.
فأمّا الذِّهْبة فمطرٌ جَوْدٌ.
وهي قياس الباب؛ لأنَّ بها تَنْضُر الأرضُ والنّبات.
والجمع ذِهابٌ.
قال ذو الرُّمّة:
* فيها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعيمُ * فهذا معظمُ الباب.
وبقي أصلٌ آخر، وهو ذَهاب الشيء:
مُضِيُّه.
يقال ذَهَب يَذْهَب ذَهاباً وذُهوباً.
وقد ذَهَبَ مَذْهباً حَسنا.
(ذهر) الذال والهاء والراء ليس بأصلٍ.
وربَّما قالوا ذَهِرَ فُوهُ، إذا اسودّت أسنانُه.
(ذهل) الذال والهاء واللام أصلٌ واحد يدلُّ على شغْلٍ عن شيءٍ بذُعْرٍ أو غيره.
ذَهَِلْتُ عن الشّيء أَذْهَل، إذا نسيتَه أو شُغِلْت.
وأذْهَلَنِي عنه كذا.
هذا هو الأصل.
وحُكي عن اللِّحياني:
[جاء بَعْدَ] ذُهْلٍ من الليل وذَهْل، كما تقول:
مرَّ هُدْءٌ من اللّيل.
ويجوز أن يكون ذلك لإظلامه وأنّه يُذْهَل فيه عن الأشياء.
ومما شذّ عن الباب قولهم للفرَس الجواد ذُهْلُولٌ.
(ذهن) الذال والهاء والنون أصلٌ يدلُّ على قُوّة.
يقال ما به ذِهنٌ، أي قوّة.
قال أوس:
أنُوء برجلٍ بها ذِهْنُها
***
وأعيَتْ بها أُختُها الغَابِرهْ والذِّهن:
الفِطنة للشَّيء والحِفْظ له.
وكذلك الذَّهَنُ.
والله أعلم بالصواب.
باب الذال والهاء وما يثلثهما