تدريبٌ على بحر السريع
تدريبٌ على بحر السريع
أبَّن الأديب السيّد عبد القدوس القضاة -دام له التوفيق!- أحد الأشراف برائعة مطلعها:
كَفَّاك في كَفَّي أبي الحسنِ..
يا رُبَّ حيٍّ ساعةَ الكفنِ
فسألَ الشيخ الدكتور محمد أبوبكر باذيب عن بحرها، وتردَّد ظنُّه بين مجزوء الكامل والوافر، فأجابَ السيد القضاة بأنّها: من السريع، جاءت تفعيلته الأخيرة مخبولة مكسوفة هكذا: «فَعِلُن». وأحال الفصل في ذلك عليّ ثقةً منه بأخيه، فقد أجاب، فأحسن!
***
فلبيتُ دعوته الكريمة بما حاصله:
هو كما قُلتم من السريع، عروضه كضربه: مخبولة «مكسوفة» أو «مكشوفة»، كلا المصطلحين صحيح مُستعمل.
وبيانه أنّ أصل البحر: «مستفعلن - مستفعلن - مَفْعُولاتُ» ويكرّر، خبلت عروضه وضربه، فأصبحا «مَعُلاتُ»، والخبل زحاف مركّب من «الخبن والطي»، ثم دخلتهما علة الكشف -أو الكسف- وهي حذف السابع المتحرّك، فأصبحا «مَعُلَا»، وأصبحت التفعيلات هكذا: «مستفعلن - مستفعلن - مَعُلا» ويكرّر طبعا.
ثمَّ سأل السيّدُ القضاة مستنطقاً: و«مَعُلا» صارت «فَعِلُن» من باب قربها لألفاظ التفعيلات.. أليس كذلك؟
فأجبتُ: واردٌ نقل التفعيلات التي يدخلها زحافات أو علل من صيغتها التي ترسو عليها إلى صيغة قريبة يسهل حفظها، فالأصل في ذلك المحافظة على عدد حروف التفعيلة وتوالي متحركاتها وسواكنها، والله تعالى أعلم. تدريبٌ على بحر السريع