مقدمة كتاب الحج
مقدمة كتاب الحج
الْحَجّ: بِفَتْحِ الْحَاء هُوَ الْمَصْدَر، وَبِالْفَتْحِ وَالْكَسْر جَمِيعًا هُوَ الِاسْم مِنْهُ، وَأَصْله: الْقَصْد، وَيُطْلَق عَلَى الْعَمَل أَيْضًا، وَعَلَى الْإِتْيَان مَرَّة بَعْد أُخْرَى، وَأَصْل الْعُمْرَة: الزِّيَارَة.
وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَجّ فَرْض عَيْن عَلَى كُلّ مُكَلَّف حُرّ مُسْلِم مُسْتَطِيع.
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي وُجُوب الْعُمْرَة فَقِيلَ: وَاجِبَة، وَقِيلَ: مُسْتَحَبَّة، وَلِلشَّافِعِيِّ قَوْلَانِ: أَصَحّهمَا وُجُوبهَا.
وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لَا يَجِب الْحَجّ وَلَا الْعُمْرَة فِي عُمْر الْإِنْسَان إِلَّا مَرَّة وَاحِدَة، إِلَّا أَنْ يَنْذِر فَيَجِب الْوَفَاء بِالنَّذْرِ بِشَرْطِهِ، وَإِلَّا إِذَا دَخَلَ مَكَّة أَوْ حَرَمهَا لِحَاجَةٍ لَا تَتَكَرَّر مِنْ تِجَارَة أَوْ زِيَارَة وَنَحْوهمَا، فَفِي وُجُوب الْإِحْرَام بِحَجٍّ أَوْ عُمْرَة خِلَاف الْعُلَمَاء وَهُمَا قَوْلَانِ لِلشَّافِعِيِّ: أَصَحّهمَا: اِسْتِحْبَابه، وَالثَّانِي وُجُوبه بِشَرْطِ أَلَّا يَدْخُل لِقِتَالٍ وَلَا خَائِفًا مِنْ ظُهُوره وَبُرُوزه.
وَاخْتَلَفُوا فِي وُجُوب الْحَجّ هَلْ هُوَ عَلَى الْفَوْر أَوْ التَّرَاخِي؟ فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَأَبُو يُوسُف وَطَائِفَة: هُوَ عَلَى التَّرَاخِي، إِلَّا أَنْ يَنْتَهِي إِلَى حَال يُظَنّ فَوَاته لَوْ أَخَّرَهُ عَنْهَا، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة وَمَالِك وَآخَرُونَ: هُوَ عَلَى الْفَوْر.
وَاَللَّه أَعْلَم.
مقدمة كتاب الحج
مقدمة كتاب الحج
مقدمة كتاب الحج