باب المرء مع من احب
باب المرء مع من احب
4775- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِلَّذِي سَأَلَهُ عَنْ السَّاعَة: «مَا أَعْدَدْت لَهَا قَالَ: حُبّ اللَّه وَرَسُوله قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْت» وَفِي رِوَايَات: «الْمَرْء مَعَ مَنْ أَحَبَّ».
فيه فَضْل حُبّ اللَّه وَرَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحِينَ، وَأَهْل الْخَيْر، الْأَحْيَاء وَالْأَمْوَات.
وَلَا يُشْتَرَط فِي الِانْتِفَاع بِمَحَبَّةِ الصَّالِحِينَ أَنْ يَعْمَل عَمَلهمْ؛ إِذْ لَوْ عَمِلَهُ لَكَانَ مِنْهُمْ وَمِثْلهمْ، وَقَدْ صُرِّحَ فِي الْحَدِيث الَّذِي بَعْد هَذَا بِذَلِكَ، فَقَالَ: أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَق بِهِمْ.
قَالَ أَهْل الْعَرَبِيَّة: (لَمَّا) نَفْي لِلْمَاضِي الْمُسْتَمِرّ، فَيَدُلّ عَلَى نَفيه فِي الْمَاضِي، وَفِي الْحَال.
بِخِلَافِ (لَمْ) فَإِنَّهَا تَدُلّ عَلَى الْمَاضِي فَقَطْ، ثُمَّ إِنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْنه مَعَهُمْ أَنْ تَكُون مَنْزِلَته وَجَزَاؤُهُ مِثْلهمْ مِنْ كُلّ وَجْه.
✯✯✯✯✯✯
4776- قَوْله: «مَا أَعْدَدْت لَهَا كَثِير» ضَبَطُوهُ فِي الْمَوَاضِع كُلّهَا مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيث بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَة وَبِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَة، وَهُمَا صَحِيحَانِ.
✯✯✯✯✯✯
4777- سبق شرحه بالباب.
✯✯✯✯✯✯
4778- وَقَوْله: «مَا أَعْدَدْت لَهَا كَثِير صَلَاة وَلَا صِيَام وَلَا صَدَقَة» أَيْ غَيْر الْفَرَائِض مَعْنَاهُ مَا أَعْدَدْت لَهَا كَثِير نَافِلَة مِنْ صَلَاة وَلَا صِيَام وَلَا صَدَقَة.
قَوْله: «عِنْد سُدَّة الْمَسْجِد» هِيَ الظِّلَال الْمُسَقَّفَة عِنْد بَاب الْمَسْجِد.
✯✯✯✯✯✯
4779- قَوْله: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن قَرْم) هُوَ بِفَتْحِ الْقَاف وَإِسْكَان الرَّاء وَهُوَ ضَعِيف، لَكِنْ لَمْ يَحْتَجّ بِهِ مُسْلِم بَلْ ذَكَرَهُ مُتَابَعَة، وَقَدْ سَبَقَ أَنَّهُ يَذْكُر فِي الْمُتَابَعَة بَعْض الضُّعَفَاء.
وَاَللَّه أَعْلَم.
باب المرء مع من احب
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب البر والصلة والآداب ﴿ 48 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞