📁 آخر الأخبار

باب في اليقين و التوكل

باب في اليقين و التوكل رياض الصالحين


باب في اليقين و التوكل رياض الصالحين


رياض الصالحين باب في اليقين و التوكل 

عن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا رواه الترمذي

الحديث الأول اليقين والتوكل من رياض الصالحين

عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا"
رواه الترمذي.

معاني الحديث

  • تغدو خماصا: تذهب أول النهار ضامرة البطون من الجوع.
  • تروح بطانا: ترجع آخر النهار ممتلئة البطون.

شرح احاديث باب اليقين والتوكل

"لو أنكم تتوكلون" أي لو تحقق توكلكم "على الله حق توكله" بأن تعتمدوا عليه في سائر الأحوال وتروا أن الخير بيده ومن عنده "لرزقكم كما يرزق الطير" ال فيه للجنس "تغدو خماصا" جمع خميص وهو ضامر البطن وخماصا حال أي خالية الأجواف من القوت "وتروح بطانا" وهو العظيم البطن وحال أيضا.
قال السيوطي في قوت المغتذي: قال البيهقي في شعب الإيمان: ليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب، بل ما يدل على طلب الرزق لأن الطير إذا غدت فإنها تغدو لطلب الرزق وإنما أراد –والله أعلم– لو توكلوا على الله تعالى في ذهابهم ومجيئهم وتصرفهم ورأوا أن الخير بيده ومن عنده لم ينصرفوا إلا سالمين غانمين كالطير تغدو خماصا وتعود بطانا، لكنهم يعتمدون على قوتهم وجلدهم ويغشون ويكذبون ولا ينصحون وهذا خلاف التوكل.

الحديث الثاني في باب في اليقين و التوكل

عن أم المؤمنين أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال:
"بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل (بفتح الألف وكسر الضاد) أو أضل (بضم الألف وفتح الضاد) أو أزل (بفتح الألف وكسر الزاي) أو أزل (بضم الألف وفتح الزاي) أو أظلم (بفتح الألف) أو أظلم (بضم الألف) أو أجهل (بفتح الألف) أو يجهل (بضم الياء) علي"
رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.

شرح الحديث الثانى فى باب في اليقين و التوكل

"كان إذا خرج من بيته" أي إذا أراد الخروج، وقيل بل هو على حقيقته: أي عقب الخروج "بسم الله" أي اتحصن "توكلت على الله" وعلى هذا المقام للتفويض مجازا عن الاستعلاء وقيل المراد طلب الاستعلاء بالله تعالى على مرام لتصبحه إعانته ولطفه ونحفظه من غير قصور "اللهم إني أعوذ" أي يا الله إني أعتصم والتجئ "بك" أي بقدرتك وعزتك من "أن أضل" أي أغيب عن معالي الأمور بارتكاب نقائصها فأبوء بالقصور عن أداء مقام العبودية من ضل الماء في اللبن أي غاب "أو أضل" بضم الألف وفتح الضاد (مبني للمجهول): أي يضلني غيري "أو أزل" بفتح الألف وكسر الزاي أي أنزل عن الطريق المستقيمة إلى هوة ضدها غلبة الهوى أو الإعراض عن أسباب التقوى والانهماك في تحصيل الدنيا. من زلت قدمه أي وقع من علو إلى هبوط والوزلة المكان الرطب الذي لا تثبت عليه الرجل وبه يظهر أن استعمال أزل هنا نوع تشبيه "أو أزل" بضم الألف وفتح الزاي أي يستولي علي من يزلني عن المقام العالي إلى السفاسف الدنى أو بضم الألف وكسر الزاي أي من أن أوقع غيري في مهواة الزلل: أي المعاصي والخلل "أو أظلم" بفتح الألف وسكون الظاء وكسر اللام أي أظلم غيري من الظلم أي وضع الشيء في غير محله أو التصرف في حق الغير "أو أظلم" بضم الألف وسكون الظاء وفتح اللام أي أظلم من أحد من العباد "أو أجهل" بفتح الألف: أي أجهل الحق الواجب علي "أو يجهل علي" بضم الياء في (يجهل) أي أن أحمل على شيء ليس في خلقي وفي الحديث "من استجهل مؤمنا فعليه إثمه" أي حمله على شيء ليس من خلق المؤمنين فأغضبه فأثمه على ذلك المحرج له لذلك.

الحديث الثالث من باب في اليقين و التوكل

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال (يعني إذا خرج من بيته) بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان"
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم.

شرح الحديث الثالث في باب في اليقين و التوكل

"بسم الله" أي أتحصن "توكلت على الله" أي فوضت أمري إليه وعولت في سائر الأحوال عليه "ولا حول" يجوز في حول الفتح على إعمال لا والرفع على إهمالها "ولا قوة" بالنصب عطفا على محل (حول) إن أعملت الأولى وبالفتح على إعمال الثانية وبالرفع على إهمالها "إلا بالله" ومعناها لا حول عن المعاصي إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بالله.
قال صلى الله عليه وسلم: "كذا أخبرني جبريل عن الله تعالى" وفي شرح المشكاة للقاري: أحسن ما ورد في معناه عن ابن مسعود قال: "كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتها فقال: تدري ما تفسيرها؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: لا حول عن معصية الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله" أخرجه البزار ولعل تخصيصه بالطاعة والمعصية لأنهما أمران مهمان في الدين "يقال له" الجملة خبر الموصول الاسمي والقائل يحتمل أن يكون الله تعالى أو ملك "هديت وكفيت ووقيت" وهي بالبناء للمجهول في محل نائب فاعل لأنه أريد منها اللفظ: أي باستعانتك باسمه تعالى وتحصنك به هديت إلى الصراط المستقيم وكفيت كل مهم دنيوي وأخروي ووقيت أي حفظت من شر كل عدو وبواسطة صدقك في تفويض جميع الأمر لبارئه وسلبك الحول والقوة عن كل أحد وإثباتها لله تعالى "وتنحى" بفتح أوليه وتشديد المهملة "عنه" أي مال عن جهته وطريقه "الشيطان" فلا سبيل له إليه لكونه هدي ووقي من سائر الأعادي وكفي الهموم الخفايا والبوادي.

الحديث الرابع في باب في اليقين و التوكل

عن أنس رضي الله عنه قال كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف فشكا المحترف أخاه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"لعلك ترزق به"
رواه الترمذي.

معاني الحديث

  • يحترف: يتكسب ويتسبب.

شرح الحديث

"عن أنس رضي الله عنه قال كان أخوان" لم أقف على أسمائهما "على عهد" أي زمن حياة "النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم" ويلازمه ليتلقى من معارفه صلى الله عليه وسلم ويأخذ من أقواله وأفعاله "والآخر يحترف" افتعال من الحرفة وهي الصناعة وجهة الكسب "فشكا المحترف أخاه" في ترك الاحتراف "أخاه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال" مسليا له وفي انفراده بالاحتراف ترك أخيه الأسباب "لعلك ترزق به" أي فلعل قيامك بأمره سبب لتيسير رزقك لأن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وفي الحديث أيضا "وهل ترزقون" أو قال "تنصرون إلا بضعفائكم" وفيه تنبيه على أن من انقطع إلى الله واكتفى بتدبيره عن تدبير نفسه وسكن تحت جري مقاديره كفاه مهماته وفي الحديث "تكفل الله لطالب العلم بالرزق" أي بتيسير وصوله إليه لما خرج عن حاجة نفسه وأقبل على باب مولاه واكتفى به عن أفعال نفسه والا فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها.

الحديث الخامس من باب في اليقين و التوكل

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير"
رواه مسلم.

معاني الحديث

قيل معناه: متوكلون، وقيل أفئدتهم رقيقة.

شرح الحديث

"قال يدخل الجنة" ظاهره مع الفائزين كما يدل على سياقه في مقام المدح لهم والا فجميع أهل الإيمان يدخلون الجنة بوعد الله تعالى الذي لا يخلف وعده "أقوام" جمع قوم وهي جماعة الرجال في الأصل من دون النساء ولذا قال تعالى "لا يسخر قوم من قوم ولا نساء من نساء" وفي عامة القرآن أريد به الرجال والنساء وظاهر ما نحن فيه من قبيل الثاني "أفئدتهم" في مختصر القاموس: الفؤاد القلب مذكرا أو هو ما يتعلق بالمرء من كبد ورئة وقلب وجمعه أفئدة وفي كتاب الإيمان من شرح مسلم للمصنف: المشهور أن الفؤاد هو القلب وقيل الفؤاد داخل القلب أي: الطبقة المقابلة للمعاني من العلوم وغيرها "مثل أفئدة الطير" جمع طائر ويقع على الواحد وجمعه طيور أو أطيار وقيل معناه المتوكلون وقيل أفئدتهم رقيقة أي فهي أسرع فهما وقبولا للخير وامتثالا له.

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات