باب القاف واللام وما يثلثهما
باب القاف واللام وما يثلثهما
(قلم) القاف واللام والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على تسويةِ شيء عند بَرْيه وإصلاحه.
من ذلك:
قَلَمْتُ الظُّفُر وقلَّمْته.
ويقال للضَّعيف:
هو مَقلُوم الأظفار.
والقُلاَمَة:
ما يسقُط من الظُّفُر إذا قُلِم.
ومن هذا الباب سمِّي القلمُ قَلماً، قالوا:
سمِّي به لأنَّه يُقْلَم منه كما يُقْلمُ من الظُّفر، ثمَّ شُبِّه القِدْح به فقيل:
قلم.
ويمكن أن يكون القِدحُ سُمِّي قلماً لما ذكرناه من تسويته وبَرْيه.
قال الله تعالى:
{ومَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ} [آل عمران 44].
ومن الباب المِقْلَم:
طَرَف قُنْب البعير، كأنَّه قد قُلِم،
ويقال إنّ مَقَالم الرُّمح:
كُعوبه.
ومما شذَّ عن هذا الأصل القُلاَّم، وهو نبتٌ.
قال:
أتَوْني بِقُلاَّمٍ فقالوا تَعَشّهُ
***
وهل يأكلُ القُلاَّمَ إلا الأباعرُ
(قله) القاف واللام والهاء لا أحفَظُ فيه شيئاً، غير أنّ غَديرَ قَلَهَى:
موضع.
(قلو) القاف واللام والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خِفّةٍ وسرعة.
من ذلك القِلْو:
الحِمار الخفيف.
[و] يقال:
قَلَت النَّاقةُ براكبها قَلْواً، إذا تقدَّمَت به.
واقلوْلَت الحُمْر في سرعتها.
والمُقلَوْلي:
المتجافي عن فِراشه.
وكلُّ نابٍ عن شيء متجافٍ عنه:
مُقْلَوْلٍ.
قال:
أقولُ إذا اقْلَوْلَى عليها وأقْرَدَتْ
***
ألاَ هَلْ أخو عيشٍ لذيذٍ بدائمِ والمُنْكمش مُقْلَوْلٍ، وفي الحديث:
"لو رأيتَ ابنَ عُمَرَ لرأيتَه مُقلولياً"، أي متجافِياً عن الأرض، كأنّه يريد كَثْرةَ الصَّلاة.
ومن الباب قَلاَ العَيْرُ آتُنَه قَلْواً.
ومن الباب القِلَى، وهو البُغض.
يقال منه:
قَلَيْتُه أقلِيه قِلىً.
وقد قالوا:
قَلَيتُهُ أَقلاه.
والقِلَى تجافٍ عن الشّيء وذَهابٌ عنه والقَلْي:
قَلْيُ الشَيء علَى المِقْلَى.
يقال:
قَلَيْت وقَلْوت.
[و] القَلاَّء:
الذي يَقْلي.
وهو القياس، لأن الحَبَّة تُستَخَفُّ بالقلْي وتَخِفُّ أيضاً.
(قلب) القاف واللام والباء أصلانِ صحيحان:
أحدهما يدلّ على خالِص شَيءٍ وشَريفِه، والآخَرُ على رَدِّ شيءٍ من جهةٍ إلى جهة.
فالأوَّل القَلْبُ:
قلب الإنسان وغيره، *سمِّي لأنَّه أخْلصُ شيء فيه وأرفَعُه.
وخالِصُ كلِّ شيءٍ وأشرفُه قَلْبُه.
ويقولون:
عربيٌّ قَُلْبٌ.
قال:
[فلا] تُكثِروا فيها الضَّجَاجَ فإنَّني
***
تخيَّرتُها منهم زُبيرِيّةً قَُلْبَا والقُلاَب:
داء يصيب البعير فيَشْتَكِي قَلْبَه.
والقُلْبُ من الأَسورة:
ما كان قُلْباً واحداً لا يُلوَى عليه غيرُه.
وهو تشبيهٌ بقُلْب النَّخْلة.
ثم شبِّه الحَيَّة بالقُلْب من الحَلْي فسمِّي قُلْباً.
والقَلْب:
نجمٌ يقولون إنه قَلْبُ العَقرب.
[و] قَلَبْتُ النَّخلةَ:
نَزَعت قَلْبها.
والأصل الآخر قَلَبْتُ الثَّوبَ قَلْباً.
والقَلَب:
انقلابُ الشَّفَة، وهي قَلْباءُ وصاحبُها أَقْلَب.
وقَلَبْتُ الشَّيء:
كبَبتُه، وقلَّبته بيديَّ تقليباً.
ويقال:
أقْلَبَتِ الخُبْزةُ، إذا حان لها أن تُقْلَب.
وقولهم:
ما به قَلبَةٌ، قالوا:
معناه ليست به عِلّة يُقْلب لها فيُنْظَر إليه.
وأنشدوا:
ولم يقلِّب أرضَها بيطارُ
***
ولا لحبلَيْهِ بها حُبَارُ أي لم يقلِّب قوائمها من عِلَّةٍ بها.
والقَلِيب:
البئرُ قبل أنْ تُطوَى؛ وإنّما سمِّيت قليباً لأنَّها كالشَّيء يقلَب من جهةٍ إلى جهة، وكانت أرضاً فلما حُفِرت صار ترابُها كأنَّه قُلِب.
فإذا طُوِيت فهي الطَّوِيّ.
ولفظ القليب مذكَّر.
والحُوَّلُ القُلَّب:
الذي يقلِّب الأمور ويحتال لها.
والقياس في جميع ما ذكرناه واحد.
فأمَّا القِلِّيب والقِلّوْب فيقال إنَّه الذئب.
ويمكن أن يُحمَل على هذا القياس فيقال سمِّي بذلك لتقلُّبه في طلب مأكله.
قال:
أَيَا جَحْمَتَا بَكِّي على أمِّ عامرٍ
***
أكيلةِ قِلَّوْبٍ بإحدى المَذَانبِ
(قلت) القاف واللام والتاء أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدلُّ على هَزْمَةٍ في شَيء، والآخَر على ذَهابِ شيء وهَلاكِه.
فالأوّل القَلْت، وهو النُّقرة في الصَّخرة، والجمع قِلاتٌ.
وقال:
وعينان كالماويَّتَينِ استَكَنَّتا
***
بكهفَيْ حِجَاجَيْ صَخرةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ وقَلْتُ العَين:
نُقْرتها.
وقَلْتُ الإبهام:
النُّقرة تحتَها.
وقَلْتُ الثّريدة:
الهَزْمة وسْطَها.
والأصل الآخر القَلَت، وهو الهلاك.
يقال:
قَلِت قَلَتاً.
وفي الحديث:
"إن المسافِرَ ومتاعَهُ على قَلَتٍ إلاَّ ما وَقَى اللهُ تعالى".
والمِقْلاَتُ من النوق:
التي لا يعيش لها ولد، وكذلك من النِّساء، والجمع مقاليت.
قال:
يَظَلُّ مَقاليتُ النِّساء يطأْنَهُ
***
يقُلْنَ ألا يُلقَى على المرءِ مئزرُ وقال:
لا تَلُمْها إنّها من نِسوةٍ
***
رُقُدِ الصَّيفِ مَقَاليتٍ نُزُرْ
(قلح) القاف واللام والحاء كلمةٌ واحدة، وهي القَلَح:
صُفْرَةٌ في الأسنان.
رجلٌ أقْلَحُ.
قال:
قد بَنَى اللُّوم عليهم بيتَه
***
وفشَا فيهم مع اللُّومِ القَلَحْ
ويقال إنَّ الأقْلَح:
الجُعَل.
(قلخ) القاف واللام والخاء كلمة واحدةٌ، يقولون:
إنَّ القَلْخ:
هَدير الجمل.
(قلد) القاف واللام والدال أصلانِ صحيحانِ، يدلُّ أحدهما على تعليق شيءٍ على شيء وليِّه به، والآخَر على حظٍ ونصيب.
فالأوَّل التقليد:
تَقليد البَدَنة، وذلك أن يعلَّق في عُنُقها شيءٌ ليُعْلَم أنَّها هَدْيٌ.
وأصل القَلْد:
الفتل، يقال قَلَدْتُ الحبلَ أقلِدُه قَلْداً، إذا فتَلْتَه.
وحبلٌ قليدٌ ومقلود.
وتَقَلَّدْتُ السَّيف.
ومُقَلَّدُ الرَّجُل:
موضِعُ نِجاد السَّيف على مَنْكِبه.
ويقال:
قلَّدَ فلانٌ فلاناً قِلادةَ سَوءٍ، إذا هجاه بما يَبْقَى عليه وَسْمُه.
فإذا أكَّدوه قالوا:
قلَّدَهُ طَوْقَ الحمامة، أي لا يفارقُه كما لا يُفارِق الحمامةَ طوقُها.
قال بِشْر:
حَبَاكَ بها مولاكَ عَنْ ظَهْرِ بِغْضَةٍ
***
وقُلِّدَها طوقَ الحمامة جَعْفَرُ والمِقْلَد:
عصاً في رأسها عَوَج يُقْلَدُ بها الكَلأ، كما يُقْلَدُ القَتُّ إذا جُعِل حِبالاً.
ومن الباب القِلد:
السِّوار.
وهو قياس صحيح لأنَّ اليدَ كأنَّها تتقلَّدُه.
ويقولون:
إنَّ الإقليد:
[البُرَة] التي يشدُّ بها زِمام الناقة.
والأصل الآخر:
القِلْد:
الحَظُّ من الماء.
يقال:
سقَينا أرضَنا قِلْدَها، أي حظّها.
وسقَتْنا السَّماءُ قِلْداً كذلك، أراد حظَّاً.
وفي الحديث "فَقلَدَتْنَا السَّماءُ قِلْداً في كلِّ أسبوع".
فأمّا *المقاليد، فيقال:
هي الخزائن.
قال الله تعالى:
{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمواتِ والأرْضِ} [الزمر 63، الشورى 12].
ولعلَّها سمِّيت بذلك لأنَّها تُحْصِنُ الأشياء، أي تَحفظُها وتَحوزُها.
والعرب تقول:
أقْلَدَ البحر على خَلْقٍ كثير، إذا أحْصَنَهُم في جَوفه.
ومما شذَّ عن الباب القِلْدة والقِشْدة:
تمر وسَويقٌ يخلط بهما سَمْن.
(قلز) القاف واللام والزاء.
يقولون:
إنَّ التقَلُّز:
النَّشاط.
(قلس) القاف واللام والسين كلمتان:
أحدهما رَمْيُ السَّحابة النَّدَى من غير مطر، ومنه قَلَس الإنسانُ، إذا قاءَ، فهو قالس.
وأمَّا التَّقليس فيقال:
هو الضَّرب ببعض الملاهي.
وهي الكلمة الأخرى.
وقال أبو بكر ابنُ دريد:
القَلْس من الحِبال، ما أدري ما صحّتُه.
(قلص) القاف واللام والصاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انضمامِ شيء بعضِه إلى بعض.
يقال:
تقلَّصَ الشَّيءُ، إذا انضمَّ.
وشَفَةٌ قالِصَة.
وظلٌّ قالصٌ، إذا نَقَصَ، وكأنَّه تضامَّ.
قال تعالى:
{ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً} [الفرقان 46].
وأمَّا قَلَصَةُ الماء فهو الذي يَجِمُّ في البئر منه حتى يرتفع، كأنه تقلّص من جوانبه.
وهو ماء قليص.
وجَمْعُ القَلَصَة قَلَصَات.
ويقولون:
قَلَصَتْ نَفْسُه:
غَثَتْ.
وقياسُه قريب.
فأمَّا القَلُوصُ، فهي الأُنثى من رِئال النَّعام.
وعندي أنَّها سُمِّيت قَلوصاً لتجمُّع خَلْقِها، كأنَّها تقلَّصَتْ من أطرافها حتَّى تجمَّعت.
وكذلك أنثى الحُبارَى.
وبها سمِّيَت القَلُوصُ من الإبل، وهي الفتيَّة المجتمعة الخَلْق.
ويقال:
قَلَصَ الغدير، إذا ذهَبَ أكثرُ مائهِ.
(قلط) القاف واللام والطاء ليس فيه شيء يصح.
غير أنَّ ابن دريد
قال:
رجُلٌ قُلاَطٌ:
قَصير.
ولعلَّ هذا من قولهم رجلٌ قَلَطِيٌّ.
(قلع) القاف واللام والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انتزاعِ شيءٍ من شيء، ثم يفرَّع منه ما يقاربُه.
تقول:
قلَعْتُ الشّيءَ قَلعاً، فأنا قالعٌ وهو مقلوع.
ويقال للرَّجُل الذي يتقلَّع عن سَرْجِهِ لسوءِ فروسَتِه:
قُلْعةَ.
ويقال هذا منزِلُ قُلْعةٍ، إذا لم يكن موضعَ استيطانٍ.
والقَوْم على قُلْعَةٍ، أي رِحلة.
والمقلوع:
الأمير المعزول.
والقَلَعة:
صخرةٌ تتقلَّع عن جبلٍ منفردةً يَصعُب مَرامُها.
وبه تشبَّه السحابة العظيمة، فيقال قلَعَةٌ، والجمع قَلَع.
قال:
تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّوَارِي
***
وجُنَّ الخازبازِ به جُنونا والقُلاَع:
الطِّين يتشقَّقُ إذا نَضَب عنه الماء.
وسمِّي قُلاَعاً لأنَّه يتقلَّع.
[وأقلَعَ] عن الأمر، إذا كَفَّ.
ورماهُ بقُلاَعة، إذا اقتَلَع قطعةً من الأرض فرماه بها.
والمِقْلاع معروف.
والقَلاّع:
الشُّرطِيّ فيما يقال.
وروي في حديث:
"لا يدخل الجنَّةَ دَيْبُوبٌ ولا قَلاّع".
قالوا:
الدَّيبوب:
الذي يدِبُّ بالنّمائم حتَّى يفرِّق بين الناس.
والقَلاّع:
الرّجُل يَرَى الرّجُلَ [قد ارتفعَ] مكانهُ عند آخَرَ فلا يزال يَشِي بينهما حتَّى يَقلَعَه.
وأقلعَتْ عنه الحُمَّى.
ويقال:
تركتُ فلاناً في قَلَعٍ من حُمَّى؛ أي في إقلاع.
ويقال قَلِعَ قَلَعاً.
والقِلْع:
شِراع السَّفينة؛ وذلك لأنَّه إذا رُفِعَ قَلَعَ السّفينةَ من مكانها.
ومما شذَّ عن هذا الباب القَلع والقِلْع.
فأمَّا القَلْع فالكِنْف، يقولون في أمثالهم:
"شَحْمَتِي في قَلْعِي".
وأمَّا القِلْع فيقال:
إنّها صُدَيِّرٌ يلبَسُه الرّجلُ على صَدره.
قال:
مُسْتَأْبِطَاً في قِلْعِهِ سِكِّينَا
(قلف) القاف واللام والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على كَشْط شيء عن شيء.
يقال:
قَلَفْت الشَّجرةَ، إذا نحَّيْتَ عنها لِحاءها.
وقَلَفْتَ الدَّنَّ:
فَضضتُ عنه طِينَه.
وقَلَفَ الخاتنُ غرْلة الصبيِّ، وهي القُلْفة، إذا قَطَعَها.
(قلق) القاف واللام والقاف كلمةٌ تدلُّ على الانزعاج.
يقال:
قَلِق يَقْلَق قلَقَاً.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب القاف ﴿ 2 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞