باب النهي عن الحلف بغير الله تعالى
باب النهي عن الحلف بغير الله تعالى
:3104- قَوْله: «مَا حَلَفْت بِهَا ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا» مَعْنَى ذَاكِرًا: قَائِلًا لَهَا مِنْ قِبَل نَفْسِي، وَلَا آثِرًا- بِالْمَدِّ- أَيْ: حَالِفًا عَنْ غَيْرِي.
وَفيه: النَّهْي عَنْ الْحَلِف بِغَيْرِ أَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى وَصِفَاته، وَهُوَ عِنْد أَصْحَابنَا مَكْرُوه لَيْسَ بِحَرَامٍ.
✯✯✯✯✯✯
3105- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّه يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاَللَّهِ أَوْ لِيَصْمُت» وَفِي رِوَايَة: «لَا تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِي وَلَا بِآبَائِكُمْ» قَالَ الْعُلَمَاء: الْحِكْمَة فِي النَّهْي عَنْ الْحَلِف بِغَيْرِ اللَّه تَعَالَى أَنَّ الْحَلِف يَقْتَضِي تَعْظِيم الْمَحْلُوف بِهِ، وَحَقِيقَة الْعَظَمَة مُخْتَصَّة بِاَللَّهِ تَعَالَى، فَلَا يُضَاهِي بِهِ غَيْره، وَقَدْ جَاءَ عَنْ اِبْن عَبَّاس: لَأَنْ أَحْلِف بِاَللَّهِ مِائَة مَرَّة فَآثَم خَيْر مِنْ أَنْ أَحْلِف بِغَيْرِهِ فَأَبَرّ.
فَإِنْ قِيلَ: الْحَدِيث مُخَالِف لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ» فَجَوَابه: أَنَّ هَذِهِ كَلِمَة تَجْرِي عَلَى اللِّسَان لَا تُقْصَد بِهَا الْيَمِين.
فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ أَقْسَمَ اللَّه تَعَالَى بِمَخْلُوقَاتِهِ كَقَوْله تَعَالَى: {وَالصَّافَّاتِ} وَ{وَالذَّارِيَاتِ} وَ{وَالطُّورِ} وَ{النَّجْمِ}؟فَالْجَوَاب: أَنَّ اللَّه تَعَالَى يُقْسِم بِمَا شَاءَ مِنْ مَخْلُوقَاته تَنْبِيهًا عَلَى شَرَفه.
باب النهي عن الحلف بغير الله تعالى
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الأيمان ﴿ 1 ﴾
۞۞۞۞۞۞
۞۞