📁 آخر الأخبار

مجزوء الخفيف مخبون العروض والضرب ،حقاً خفيف وجميل

مجزوء الخفيف مخبون العروض والضرب ،حقاً خفيف وجميل

*اليوم أخبرني أخي الأستاذ(ربيع القوافي) بهذه الملاحظة متسائلاً ،وقال لي:

(قحطان العيد المخزومي،

ملاحظة على مجزوء الخفيف،إنه لا يستقيم له النغم إلا بخبن الجزء الثاني.هذا ما أظن ،فهل هذه الملاحظة وردت في كتب العروض؟ وصلتُ لها بالإستقراء. وربما خالفها بعض الشعراء.) 

وبعد البحث ،أقول له نعم استاذي الفاضل، وردت هذه الملاحظة في كتب العروض عند المتأخرين،ولم أجدها في كتب المتقدمين.


*جاء في بعض كتب العروض الحديثة :إن بحر الخفيف المجزوء صحيح العروض والضرب ثقيل على الأذن ،لذلك خففه المحدثون و أدخلوا الخبن على مستفع لن.

أغلب كتب العروض القديمة والحديثة تستشهد بهذا البيت كشاهد على مجزوء الخفيف الصحيح العروض والضرب الصحيح (مستفع لن) نادر ،لاحظ ثقل النغم والتوقف بين التفعيلتين:

ليتَ شعريْ ماذا ترى 

أم عمرو في أمرنا 

ولاحظ خفة النغم وانسيابية اللفظ عندما تكون العروض والضرب مخبونة(متفع لن):

ها هوَ العيدُ قد أطَلْ

ما توارى مِنَ الخجلْ 


*وردت هذه الملاحظة كما قلت في بعض كتب العروضيين

المتأخرين،وكما يلي:

١.كتاب( الإيقاع في الشعر العربي من البيت الى التفعيلة /د.مصطفى جمال الدين /ص١١٤):

إن الخفيف المجزوء صحيح العروض والضرب ثقيل على الأذن ،لذلك خففه المحدثون وأدخلوا الخبن على مستفع لن،

في عروضه وضربه،ومن أمثاله قول احمد شوقي في مسرحية مجنون ليلى :

تقول ليلى:

ويح قيسٍ تحرَّقتْ

راحتاهُ وما شعَرْ 


لهبُ النارِ قيسُ في 

كمّكَ الأيمنِ انتشرْ 


وذكر العروضيون شكل مجزوء الخفيف صحيح العروض والضرب ،إلا إنهم لم يجدوا له من الأمثلة ما يجعله مقبولاً،

إذ ترى شاهده بيتاً واحداً يتردّد في كتب العروض:

ليت شعري ماذا ترى 

أم عمرو في أمرنا 


٢.كتاب(دراسات في العروض والقافية/د.عبد الله درويش /ص٧١ ):

في الخفيف المجزوء يقل ورود مستفع لن في الضرب صحيحة بل في الغالب تكون مخبونة أي( متفع لن)، ولم يذكر العروضيون في المجزوء الصحيح الا البيت الآنف الذكر،على حين نجد الكثير من القصائد مخبونة الضرب. 

(البيت الآنف الذكر وجده شاهداً في أغلبية كتب العروض) ،وهو:

ليت شعري ماذا ترى 

أم عمرو في أمرنا 


٣..(كتاب بحور الشعر العربي ،عروض الخليل /د.غازي يموت/ ص١٦٧):

غير إن الوزن الأجمل والأكمل ،والأعذب هو الذي تأتي فيه 

تفعيلات العروض والضرب مخبونتين(متفع لن)، وعليه جاء السواد الأعظم من الشعر العربي قديمه وحديثه مما نظم على مجزوء الخفيف .

قول الشاعر:

ها هو العيدُ قد أطَلْ

ما توارى من الخجلْ 


حلَّ ضيفاً ولا قِرى 

لا على الرحبِ إذ نزلْ 


ما لدينا ضحيّةٌ

أو جديدٌ من الحُللْ


٤.كتاب (علم العروض والقافية/د. عبد العزيز عتيق/ ص١٠٢)

في مجزوء الخفيف ،العروض الصحيحة والضرب الصحيح قليل الورود.

العروض المخبونة والضرب المخبون هو الغالب.

قال جميل صدقي الزهاوي:

لا تسلْ عن دموعنا 

يوم جاءت تودِّعُ 


يوم أشكو الجوى فتص -

-غي وتشكو فأسمَعُ 


*وإليكم هذه المختارات الجميلة:

١..قال ابن الرومي:

جعلَ اللَّه مهْرَبا

وامْتَطَى الليلَ مركبَا 


خادمٌ كان مرَّةً

مُسْرِفاً ثم أَعْتَبَا 


راكعاً ساجداً لهُ

ليس يألُو تَقُرُّبا


٢.قال ابن زيدون:

خُنتَ عَهدي وَلَم أَخُن

بِعتَ وُدّي بِلا ثَمَن 


قائِلاً هَل مُزايِدٌ

رابِحاً ثُمَّ مَن يَزِن


٣. قال ابو العلاء المعري:

رامَ دُنياهُ ناسِكٌ

فَاِدَّعى النُسكَ وَاِنتَحَل 


أَصبَحَ المُفتَري عَلى 

الله قَد ذَلَّ وَاِضمَحَلّ


٤.قال دعبل الخزاعي:

رُفِعَ الكَلبُ فَاِتَّضَع

لَيسَ في الكَلبِ مُصطَنَع 


بَلَغَ الغايَةَ الَّتي

دونَها كُلُّ مُرتَفَع 


إِنَّما قَصرُ كُلِّ شَي

ءٍ إِذا طارَ أَن يَقَع 


٥.قال أبو تمام:

قَد صَحا القَلبُ بَعدَما

قَد يُرى وَهوَ مُنتَشي 


لَستُ أُلقي بِوَجهِهِ

لِلحَديثِ المُخَدَّشِ 


لي مِنَ الصَبرِ حاكِمٌ

في الهَوى غَيرُ مُرتَشي


٦.قال عمر ابن أبي ربيعة: 

هاجَ ذا القَلبَ مَنزِلُ

دارِسُ الآيِ مُحوِلُ 


غَيَّرَت آيَهُ الصَبا

وَجَنوبٌ وَشَمأَلُ 


وَلَقَد كانَ آهِلاً

فيهِ ظَبيٌ مُبَتَّلُ 


طَيِّبُ النَشرِ واضِحٌ

أَحوَرُ العَينِ أَكحَلُ 


٧.قال الكميت بن زيد:

ليتني كنت قبله

قد تبوأت مضجعا


٨.قال ابن الفارض(ملغزاً):

ما اسمُ قوتٍ لأهلِهِ

مثلُ طيبٍ تحبُّهُ 


قلبُهُ إن جعلتَهُ

أولاً فهو قلبُه


٩.قال ابن جبير الشاطبي:

قل إذا جئت مجلسا

وسمعت المزاح مه 


واجتنب كل مورد

فيه تلقى المزاحمَه


١٠.قال ابن سناء الملك:

ليس حظي مِنَ الهَوَى

غيرَ عَضِّ الأَنامِل 


طال حزني ولم أَفز

من حبيبي بطَائِلِمجزوء الخفيف مخبون العروض والضرب ،حقاً خفيف وجميل


كاتب
كاتب
تعليقات