باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله تعالى عنه
باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله تعالى عنه
4522- قَوْله: «مَا حَجَبَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْت، وَلَا رَآنِي إِلَّا ضَحِك» مَعْنَاهُ مَا مَنَعَنِي الدُّخُول عَلَيْهِ فِي وَقْت مِنْ الْأَوْقَات.
وَمَعْنَى ضَحِك تَبَسَّمَ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة.
وَفَعَلَ ذَلِكَ إِكْرَامًا وَلُطْفًا وَبَشَاشَةً.
فَفيه اِسْتِحْبَاب هَذَا اللُّطْف لِلْوَارِدِ، وَفيه فَضِيلَة ظَاهِرَة لِجَرِيرٍ.
✯✯✯✯✯✯
4523- سبق شرحه بالباب.
✯✯✯✯✯✯
4524- قَوْله: «ذُو الْخَلَصَة» بِفَتْحِ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَاللَّام.
هَذَا هُوَ الْمَشْهُور.
وَحَكَى الْقَاضِي أَيْضًا ضَمّ الْخَاء مَعَ فَتْح اللَّام، وَحَكَى أَيْضًا فَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام، وَهُوَ بَيْتٌ فِي الْيَمَن كَانَ فيه أَصْنَامٌ يَعْبُدُونَهَا.
قَوْله: «وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْكَعْبَة الْيَمَانِيَّة، وَالْكَعْبَة الشَّامِيَّة» وَفِي بَعْض النُّسَخ: «الْكَعْبَة الْيَمَانِيَّة الْكَعْبَة الشَّامِيَّة» بِغَيْرِ وَاو.
هَذَا اللَّفْظ فيه إِيهَام، وَالْمُرَاد أَنَّ ذَا الْخَلَصَة كَانُوا يُسَمُّونَهَا الْكَعْبَة الْيَمَانِيَّة، وَكَانَتْ الْكَعْبَة الْكَرِيمَة الَّتِي بِمَكَّة تُسَمَّى الْكَعْبَة الشَّامِيَّة، فَفَرَّقُوا بَيْنهمَا لِلتَّمْيِيزِ.
هَذَا هُوَ الْمُرَاد فَيَتَأَوَّلُ اللَّفْظ عَلَيْهِ، وَتَقْدِيره: يُقَال لَهُ الْكَعْبَة الْيَمَانِيَّة، وَيُقَال لِلَّتِي بِمَكَّة الشَّامِيَّة.
وَأَمَّا مَنْ رَوَاهُ الْكَعْبَة الْيَمَانِيَّة الْكَعْبَة الشَّامِيَّة بِحَذْفِ الْوَاو فَمَعْنَاهُ: كَأَنْ يُقَالَ هَذَانِ اللَّفْظَانِ أَحَدهمَا لِمَوْضِعٍ، وَالْآخَر لِلْآخَرِ.
وَأَمَّا قَوْله: «هَلْ أَنْتَ مُرِيحِي مِنْ ذِي الْخَلَصَة وَالْكَعْبَة الْيَمَانِيَّة وَالشَّامِيَّة» فَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض: ذِكْر الشَّامِيَّة وَهْم وَغَلَط مِنْ بَعْض الرُّوَاة، وَالصَّوَاب حَذْفه، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَلَيْسَ فيه هَذِهِ الزِّيَادَة وَالْوَهْم.
هَذَا كَلَام الْقَاضِي، وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ، بَلْ يُمْكِنُ تَأْوِيل هَذَا اللَّفْظ، وَيَكُونُ التَّقْدِيرُ: هَلْ أَنْتَ مُرِيحِي مِنْ قَوْلهمْ: الْكَعْبَة الْيَمَانِيَّة وَالشَّامِيَّة، وَوُجُود هَذَا الْمَوْضِع الَّذِي يَلْزَمُ مِنْهُ هَذِهِ التَّسْمِيَة.
✯✯✯✯✯✯
4525- قَوْله: «فَنَفَرْت» أَيْ خَرَجْت لِلْقِتَالِ.
قَوْله: «تُدْعَى كَعْبَة الْيَمَانِيَّة» هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ، وَهُوَ مِنْ إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صِفَته، وَأَجَازَهُ الْكُوفِيُّونَ، وَقَدَّرَ الْبَصْرِيُّونَ فيه حَذْفًا أَيْ كَعْبَة الْجِهَة الْيَمَانِيَّة.
وَالْيَمَانِيَة بِتَخْفِيفِ الْيَاء عَلَى الْمَشْهُور، وَحُكِيَ تَشْدِيدهَا، وَسَبَقَ إِيضَاحه فِي كِتَاب الْحَجّ.
قَوْله: «كَأَنَّهَا جَمَل أَجْرَب» قَالَ الْقَاضِي مَعْنَاهُ مَطْلِيّ بِالْقَطِرَانِ لِمَا بِهِ مِنْ الْجَرَبِ، فَصَارَ أَسْوَد لِذَلِكَ، يَعْنِي صَارَتْ سَوْدَاء مِنْ إِحْرَاقِهَا.
وَفيه النِّكَايَة بِآثَارِ الْبَاطِل، وَالْمُبَالَغَة فِي إِزَالَتِهِ.
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ اِسْتِحْبَاب إِرْسَال الْبَشِير بِالْفُتُوحِ وَنَحْوهَا.
قَوْله: «فَجَاءَ بَشِير جَرِير أَبُو أَرْطَاة حُصَيْنُ بْن رَبِيعَة» هَكَذَا هُوَ فِي بَعْض النُّسَخ (حُصَيْنُ) بِالصَّادِ، وَفِي أَكْثَرهَا (حُسَيْن) بِالسِّينِ، وَذَكَرَ الْقَاضِي الْوَجْهَيْنِ.
قَالَ: وَالصَّوَاب الصَّاد، وَهُوَ الْمَوْجُود فِي نُسْخَة اِبْن مَاهَان.
باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله تعالى عنه
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب فضائل الصحابة ﴿ 30 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞