📁 آخر الأخبار

باب وجوب المبيت بمنى ليالي ايام التشريق والترخيص في تركه لاهل السقاية

 

 باب وجوب المبيت بمنى ليالي ايام التشريق والترخيص في تركه لاهل السقاية

 باب وجوب المبيت بمنى ليالي ايام التشريق والترخيص في تركه لاهل السقاية


2318- قَوْله: (وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا اِبْن نُمَيْر وَأَبُو أُسَامَة قَالَا حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه عَنْ نَافِع) هَكَذَا هُوَ فِي مُعْظَم النُّسَخ بِبِلَادِنَا أَوْ كُلّهَا، وَوَقَعَ فِي بَعْض نُسَخ الْمَغَارِبَة (وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا زُهَيْر وَأَبُو أُسَامَة) فَجَعَلَ زُهَيْرًا بَدَل اِبْن نُمَيْر، قَالَ أَبُو عَلِيّ الْغَسَّانِيّ وَالْقَاضِي: وَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن مَاهَان عَنْ اِبْن سُفْيَان عَنْ مُسْلِم (قَالَ): وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي أَحْمَد الْجُلُودِيّ عَنْ اِبْن سُفْيَان عَنْ زُهَيْر (قَالَا)، وَهَذَا وَهْم، وَالصَّوَاب (اِبْن نُمَيْر قَالَا) وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة فِي مُسْنَده، هَذَا كَلَامهمَا، وَإِنَّمَا ذَكَرَ خَلَف الْوَاسِطِيُّ فِي كِتَابه الْأَطْرَاف حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا اِبْن نُمَيْر وَأَبُو أُسَامَة وَلَمْ يَذْكُر زُهَيْرًا.

قَوْله: «اِسْتَأْذَنَ الْعَبَّاس رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيت بِمَكَّة لَيَالِي مِنًى مِنْ أَجْل سِقَايَته فَأَذِنَ لَهُ» هَذَا يَدُلّ لِمَسْأَلَتَيْنِ.

إِحْدَاهُمَا: أَنَّ الْمَبِيت بِمِنًى لَيَالِي أَيَّام التَّشْرِيق مَأْمُور بِهِ، وَهَذَا مُتَّفَق عَلَيْهِ، لَكِنْ اِخْتَلَفُوا: هَلْ هُوَ وَاجِب أَمْ سُنَّة؟ وَلِلشَّافِعِيِّ فيه قَوْلَانِ: أَصَحّهمَا وَاجِب، وَبِهِ قَالَ مَالِك وَأَحْمَد.

وَالثَّانِي: سُنَّة، وَبِهِ قَالَ اِبْن عَبَّاس وَالْحَسَن وَأَبُو حَنِيفَة، فَمَنْ أَوْجَبَهُ أَوْجَبَ الدَّم فِي تَرْكه، وَإِنْ قُلْنَا: سُنَّة، لَمْ يَجِب الدَّم بِتَرْكِهِ، لَكِنْ يُسْتَحَبّ، وَفِي قَدْر الْوَاجِب مِنْ هَذَا الْمَبِيت قَوْلَانِ لِلشَّافِعِيِّ أَصَحّهمَا: الْوَاجِب مُعْظَم اللَّيْل، وَالثَّانِي: سَاعَة.

الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة: يَجُوز لِأَهْلِ السِّقَايَة أَنْ يَتْرُكُوا هَذَا الْمَبِيت، وَيَذْهَبُوا إِلَى مَكَّة لِيَسْتَقُوا بِاللَّيْلِ الْمَاء مِنْ زَمْزَم، وَيَجْعَلُوهُ فِي الْحِيَاض مُسَبَّلًا لِلشَّارِبِينَ وَغَيْرهمْ، وَلَا يَخْتَصّ ذَلِكَ عِنْد الشَّافِعِيّ بِآلِ الْعَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بَلْ كُلّ مَنْ تَوَلَّى السِّقَايَة كَانَ لَهُ هَذَا، وَكَذَا لَوْ أَحْدَثَتْ سِقَايَة أُخْرَى كَانَ لِلْقَائِمِ بِشَأْنِهَا تَرْك الْمَبِيت، هَذَا هُوَ الصَّحِيح، وَقَالَ بَعْض أَصْحَابنَا: تَخْتَصّ الرُّخْصَة بِسِقَايَةِ الْعَبَّاس، وَقَالَ بَعْضهمْ: تَخْتَصّ بِآلِ عَبَّاس، وَقَالَ بَعْضهمْ: تَخْتَصّ بِبَنِي هَاشِم مِنْ آل الْعَبَّاس وَغَيْرهمْ، فَهَذِهِ أَرْبَعَة أَوْجُه لِأَصْحَابِنَا أَصَحّهَا الْأَوَّل.

 وَاَللَّه أَعْلَم.

وَاعْلَمْ أَنَّ سِقَايَة النَّاس حَقّ لِآلِ الْعَبَّاس كَانَتْ لِلْعَبَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّة، وَأَقَرَّهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ فَهِيَ لِآلِ الْعَبَّاس أَبَدًا.

✯✯✯✯✯✯

‏2319- قَوْله: «قَدِمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَته، وَخَلْفه أُسَامَة فَاسْتَسْقَى، فَأَتَيْنَاهُ بِإِنَاءٍ مِنْ نَبِيذ فَشَرِبَ وَسَقَى فَضْله أُسَامَة وَقَالَ: أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ كَذَا فَاصْنَعُوا».

هَذَا الْحَدِيث فيه دَلِيل لِلْمَسَائِلِ الَّتِي تَرْجَمْت عَلَيْهَا، وَقَدْ اِتَّفَقَ أَصْحَابنَا عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبّ أَنْ يَشْرَب الْحَاجّ وَغَيْره مِنْ نَبِيذ سِقَايَة الْعَبَّاس لِهَذَا الْحَدِيث، وَهَذَا النَّبِيذ مَاء مُحَلًّى بِزَبِيبٍ أَوْ غَيْره بِحَيْثُ يَطِيب طَعْمه، وَلَا يَكُون مُسْكِرًا.

 فَأَمَّا إِذَا طَالَ زَمَنه وَصَارَ مُسْكِرًا فَهُوَ حَرَام.

وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ» مَعْنَاهُ فَعَلْتُمْ الْحَسَن الْجَمِيل، فَيُؤْخَذ مِنْهُ: اِسْتِحْبَاب الثَّنَاء عَلَى أَصْحَاب السِّقَايَة، وَكُلّ صَانِع جَمِيل.

 وَاَللَّه أَعْلَم.

 باب وجوب المبيت بمنى ليالي ايام التشريق والترخيص في تركه لاهل السقاية

 باب وجوب المبيت بمنى ليالي ايام التشريق والترخيص في تركه لاهل السقاية



تعليقات