باب الهاء والواو وما يثلثهما
باب الهاء والواو وما يثلثهما
(هوي) الهاء والواو والياء:
أصلٌ صحيح يدلُّ على خُلُوٍّ وسقوط.
أصله الهواء بين الأرض والسماء، سمِّي لخلوِّه.
قالوا:
وكلُّ خالٍ هواء.
قال الله تعالى:
{وأفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم 43]، أي خاليةٌ لا تَعِي شيئاً، ثمَّ قال زُهير:
كأنَّ الرَّحْلَ منها فوقَ صَعلٍ
***
من الظِّلْمان جؤجؤهُ هواءُ
ويقال هَوَى الشّيءُ يَهوِي:
سقط.
وهاويةُ:
جهنم؛ لأنَّ الكافِر يَهوِي فيها.
والهاوية:
كلُّ مَهْواة.
والهُوَّة:
الوَهدة العميقة.
وأهْوَى إليه بيده ليأخذه، كأنّه رمَى إليه بيده إذا أرسلها.
وتهَاوَى القَوْمُ في المَهْواة:
سقط بعضهم في إثْر بعض.
ويقولون:
الهَوِيُّ ذَهابٌ في انحدار، والهُوِيّ في الارتفاع.
قال زُهير في الهَوِيّ:
يَشُقُّ بها الأماعِزَ فهي تَهوِي
***
هَوِيّ الدَّلْوِ أسلَمَها الرِّشاءُ وقال الهذَليّ في الهُوِيّ:
وإذا رميتَ به الفِجاجَ رأيتَه
***
يَهوِي مَخارِمَها هُوِيَّ الأجدلِ وهَوَت الطّعنةُ:
فَتَحَتْ فاها تَهوِي، وهو من الهواء:
الخالي.
وهَوَتْ أمُّهُ:
شَتْمٌ، أي سقَطَتْ وهَلَكَتْ.
وَ{أُمُّهُ هَاوِيةٌ} [القارعة 9] كما يقال:
ثاكلة.
والمَهْوَى:
بُعدُ ما بين الشَّيئينِ المنتصِبَين، حتى يقالُ ذلك لبُعْد ما بين المَنْكِبَين.
وأمَّا *الهوى:
هَوى النَّفسِ، فمن المَعنيين جميعاً، لأنه خالٍ من كلِّ خير، ويَهوِي بصاحِبِه فيما لا ينبغي.
قال الله تعالى في وصف نبيّه عليه الصلاة والسلام:
{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى} [النجم 3]، يقال منه هَوِيتُ أهْوَى هَوىً.
وأمَّا المُهاواة فذكر أبو عمرٍو أنها الملاجَّة.
وقال أبو عبيد:
شدّة السَّير.
وأنشد:
فلم تستطع مَيٌّ مَهاوَاتنا السُّرَى
***
ولا ليلَ عِيسٍ في البُرِينَ خواضِعِ والذي قاله فصيح:
أمَّا المُلاجَّة فلأنَّ كلَّ واحدٍ منها يحبُّ هَوَى صاحِبه.
وأمَّا السَّير فلِمَا في ذلك من التَّرامِي بالأبدان عند السَّير.
(هوب) الهاء والواو والباء:
ليس بأصلٍ جيّد، لكنهم يقولون:
الهَوْب:
المُخَلِّط.
وحكى ابن دريد في طرائفه أصابني هَوْب النار:
وهَجها.
(هوت) الهاء والواو والتاء:
قريبٌ من الذي قبلَه.
يقولون:
الهَوْتة:
الطَّريقُ إلى الماء.
وصَبَّ الله عليه الهَوْتَةَ والمَوْتة، شتمٌ، قاله الخليل.
(هوج) الهاء والواو والجيم:
كلمةٌ تدلُّ على تسرُّعٍ وتعسُّف.
يقولون:
الأهوج:
الرَّجلُ المتسرِّع.
والهوجاء:
النَّاقة السريعة، كأنَّ بها هَوَجا.
والهوجاء:
الرِّيح التي تقلَع البُيوت.
وقال أبو بكر:
وقد تَهُبُّ في وجهٍ واحد هبوباً متدارِكا.
ويقولون:
الهاجَةُ:
الضِّفدِعة.
(هود) الهاء والواو والدال:
أصلٌ يدلُّ على إرْوادٍ وسُكون.
يقولون:
[التَّهويد]:
المَشْيُ الرُّوَيْد.
ويقولون:
هَوَّدَ، إذا نامَ.
وهَوَّد الشَّرابُ نَفْسَ الشاربِ، إذا خَثَرت له نَفْسُه.
والهَوَادَة:
الحالُ تُرجَى معها السَّلامةُ بين القوم.
والمُهَاودة:
المُوادَعَة.
فأمَّا اليَهود فمِن هاد يَهُودُ، إذا تاب هَوْدَاً.
وسُمُّوا به لأنَّهم تابُوا عن عبادة العجل.
وفي القرآن:
{إنَّا هُدْنا إلَيْكَ} [ الأعراف 156]، وفي التَّوبةِ هوادةُ حالٍ وسلامةٌ.
(هوذ) الهاء والواو والذال:
كلمةٌ واحدة، هي هَوْذَةُ:
القَطاةُ، وبها سمِّي الرجل هَوْذَة.
(هور) الهاء والواو والراء:
أصلٌ يدلُّ على تساقُطِ شيء.
منه تَهَوَّرَ البِناء:
انهَدَم.
وتهوّر اللّيلُ:
انكسَرَ ظلامُه، كأنَّه تهدَّم ومرَّ.
وتهوَّرَ الشِّتاء:
ذهبَ أشدُّهُ.
ويقولون للقطيع من الغَنم:
هَوْرٌ؛ وهو صحِيحٌ لأنَّه مِن كثرته يتساقط بعضُه على بعض.
ومما شذَّ عن الباب قولهم:
هُرْتُ فلاناً بكذا أهُورهُ:
أزْنَنْتُه به.
قال:
* رأى أنَّني لا بالكثير أهُوره *
(هوس) الهاء والواو والسين:
كلمةٌ تدلُّ على طَوَفَانٍ ومَجيءٍ وذَهاب في مثلِ الحَيرة.
فالهَوْس:
الطَّوَفَانُ؛ وكلُّ طلبٍ في جُرأة هَوْس.
ويقال أسَدٌ هَوَّاس.
وباتَت [الإبلُ] اللَّيلَ تَهُوس:
تَسرِي.
ومن المحمول على هذا الهَوْس:
شِدّة الأكل.
يقال:
أكُولٌ هَوَّاس.
ومن الباب ناقَةٌ هَوِسَةٌ:
ضعيفة، وهي إذا كانت كذا حارت.
ومنه قولهم به هَوَسٌ.
(هوش) الهاء والواو والشين:
أُصَيلٌ يدلُّ على اختلاطٍ وشِبهه.
منه هَوَّشُوا:
اختَلَطوا.
وهَاشت الخيلُ في الغارة.
والمَهَاوش في الحديث من هذا.
ويقال:
هَوَّشَت الرِّيحُ بالتُّراب:
جاءت به ألواناً.
ومنه الهَوش:
العدد الكثير.
وتَهَوَّشَ القوم على فُلانٍ:
تَغَاوَوْا عليه.
وشذَّ عنه الهَوَش، يقال إنَّه صِغَر البَطْن.
قال:
* قد هَوِشَتْ بطونُها واحقَوقَفَتْ * وهم مُتَهاوِشُون، أي مختلِطُون.
(هوع) الهاء والواو والعين:
كلمتان:
الهَوْع:
سُوء الحِرص.
يقال رجلٌ هَاعٌ.
والكلمة الأخرى:
الهُوَاع:
القَيء.
يقال:
هَاعَ يَهُوع وتَهَوَّع.
قال الخليل:
لأُهَوِّعَنَّه ما أكَل، أي لأستخرِجنَّ من حَلْقِه ما أكَلَ.
(هوف) الهاء والواو والفاء:
كلمةٌ واحدة تدلّ على خِفّة.
يقال الهُوفُ:
الرِّيح تأتي من قِبَلِ اليمن.
قالت *أمُّ تأبَّطَ شراً تؤبِّنُه:
"ما هو بِهُلفوف، تلفُّه هُوف" وبذلك يشبَّه الأحمق، فيقال له هُوف.
قال أبو بكر:
ورجلٌ هُوفٌ، إذا كان خاوياً لا خَيرَ عنده.
(هوك) الهاء والواو والكاف:
كلمةٌ تدلُّ على حُمقٍ ووقوع في الشيء على غير بصيرة.
فالهَوَك:
الحُمْق.
وتهوَّكَ الرجلُ:
وقع في الشَّيء.
وفي الحديث:
"أمُتَهوِّكُون أنتم كما تهوَّكَت اليهودُ والنَّصارى".
(هول) الهاء والواو واللام:
كلمتانِ تدلُّ إحداهما على مخافةٍ، والأخرى على تحسينٍ وزِينة.
فالأولى:
الهَوْل، وهي المخافة.
وهالَنِي الشَّيءُ يهُولُني.
ومكانٌ مَهالٌ:
ذو هَوْل.
قال الهذلي:
أجاز إليْنا على بُعده
***
مهاوِيَ خَرق مَهَابٍ مَهَالِ والتَّهاويل:
ما هالَكَ من شيء.
وهَوَّلُوا على الرّجل:
حَلَّفوه عند نارٍ يهوِّلون بها عليه.
قال أوس:
* كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ * والأخرى قولهم لزِينة الوَشْيِ:
تَهَاويل.
ويقال هَوَّلَتِ المرأةُ:
تزيَّنت بحَلْيها.
(هوم) الهاء والواو والميم كلمة.
يقولون:
هَوَّمَ الرَّجُل، إذا هزَّ رأسَه من النُّعاس.
وقد هَوَّمْنا.
قال:
* ما تَطعم العينُ نوماً غيرَ تَهويمِ *
(هون) الهاء والواو والنون أُصَيلٌ يدلُّ على سكون أو سكينة أو ذلّ.
من ذلك الهَوْن:
السَّكينة والوَقار.
قال الله سبحانه:
{يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً} [الفرقان 63].
والهُون:
الهَوان.
قال عزّ وجلّ:
{أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} [النحل 59].
والهَاوُون لِلذي يُدقُّ به عربيٌّ صحيح، كأنّه فاعول من الهَوْن.
(هوه) الهاء والواو والهاء.
يقولون:
الهَوْهَاء:
الأحمق.
ويقولون:
الهواهِي:
الباطل.
قال ابنُ أحمر:
في كل يوم يَدْعُوانِ أطِبَّةً
***
إليَّ وما يُجْدُونَ إلاّ الهَواهِيا قال الخليل:
وبئرٌ هوهاءُ، على زنة حمراءَ:
كثيرةُ الماء.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الهاء ﴿ 2 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞