باب العين والشين وما يثلثهما
باب العين والشين وما يثلثهما
(عشق) العين والشين والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على تجاوُزِ حدِّ المحبَّة.
تقول:
عَشِق يَعْشَق عِشْقاً وعَشَقاً.
قال رؤبة:
* ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَقْ * ويقال:
امرأةٌ عاشق أيضاً، حملوه على قولهم:
رجلٌ بادنٌ وأمراةٌ بادنٌ.
وزعم ناسٌ أنَّ العَشَقَة اللّبْلابة، قالوا:
ومنها اشتُقَّ اسم العاشق لذيولـه وهو كلامٌ.
(عشك) العين والشين والكاف.
ليس فيه معنىً يصحُّ، وربُّما قالوا يَعْشِك ويَحْشِك، أي يفرِّق ويجمع.
وليس بشيء.
(عشم) العين والشين والميم أصلٌ يدلُّ على يُبْسٍ في شَيء وقُحول.
من ذلك الخُبْز العاشم:
الذي يَبِس.
ويقولون للشيخ:
عَشَمَة.
ومن *غير ذلك القياس العَيْشُوم، وهو نبتٌ.
قال:
* كما تناوَحَ يَومَ الرِّيحِ عَيشومُ *
(عشو) العين والشين والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ظلامٍ وقِلّةِ وُضوحٍ في الشيء، ثم يفرَّع منه ما يقاربُه.
من ذلك العِشاء، وهو أوّل ظلامِ اللّيل.
وعَشواءُ اللّيل:
ظُلمتُه.
ومنه عَشَوْتُ إلى ناره.
ولا يكون ذلك إلاّ أن تَخْبِط إليه الظَّلام.
قال الحطيئة:
متى تأتِهِ تعشُو إلى ضوءِ ناره
***
تجدّ خير نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ والعاشية:
كلُّ شيءٍ يعشُو باللَّيل إلى ضوءِ نار.
والتَّعاشي:
التَّجاهُل في الأمر.
قال:
تَعُدُّ التَّعاشِيَ في دينها
***
هُدىً، لا تُقُبِّلَ قُربانُها والعَشِيُّ:
آخر النَّهار.
فإذا قلت عَشِيَّة فهو ليومٍ واحد.
تقول:
لقيتُه عِشيَّةَ يومِ كذا، ولقيتُه عشيَّةً من العشيَّات.
وهذا الذي حُكي عن الخَليل فهو مذهبٌ، والأصحُّ عندنا أن يقال في العَشِيّ مثلُ ما يقال في العَشِيَّة.
يقال:
لقيته عَشِيَّ يومِ كذا، كما يقال عَشِيَّة يوم كذا، إذ العشيُّ إنّما هو آخِر النَّهار.
وقد قيل:
كلُّ ما كان بعد الزَّوال فهو عَشِيّ.
وتصغر العَشِيَّة عُشيْشِيَة.
والعَشاء ممدود مهموز بفتح العين، هو الطَّعام الذي يُؤكَل مِن آخِر النَّهار وأوَّل اللّيل.
قال الخليل:
والعَشَا، مقصور:
مصدر الأعشى، والمرأة عَشْواء، ورجال عُشْوٌ، وهو الذي لا يُبصِر باللّيل وهو بالنَّهار بصير.
يقال عَشَى يَعْشِي عَشىً.
قال الأعشَى:
أأن رأَتْ رجُلاً أضرَّ به
***
ريبُ الزَّمان ودهرٌ خائنٌ خَبلُ والعَشْواء من النُّوق:
التي كأنَّها لا تُبصِر ما أمامَها فتخبِطُ كلَّ شيء بيديها.
قالوا:
وإنَّما يكون ذلك من حِدَّة قلبِها.
قال زُهير:
رأيتُ المنايا خَبْطَ عشواءَ من تُصِبْ
***
تمِتْه ومن تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فيَهْرمِ وتقول:
إنَّهم لفي عَشْواءَ من أمرِهم.
شبَّه زهيرٌ المنايا بناقةٍ تخبط ما يستقبلُهما فتَقتُل.
(عشب) العين والشين والباء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على يُبْسٍ في شيءٍ وقُحول وما أشبه ذلك.
من ذلك العُشْب، قالوا:
هو سَرَعان الكَلأ في الرَّبيع، ثُمَّ يهيج ولا بقاءَ له.
وأرضٌ عَشِبَةٌ:
مُعْشِبة، وأعْشبَتْ إذا كثُر عُشْبُها.
وأعْشَب الرَّجُل:
أصابَ العُشْب.
قال أبو النَّجم:
* يقُلْنَ للرّائدِ أعْشَبْتَ انزلِ * وممّا حُمِل على هذا أنْ يشبَّه الشَّيخُ القاحلُ به، فيقال رجل عَشَبٌ وامرأةٌ عَشَبة.
وقد يقال ذلك في النوق.
[و] يقال:
أعشَبَ فلانٌ فلاناً، إذا وَهَب له ناقة عَشَبةً.
(عشر) العين والشين والراء أصلانِ صحيحان:
أحدهما في عددٍ معلوم ثم يحمل عليه غيرُه، والآخَر يدلُّ على مداخَلةٍ ومُخالَطة.
فالأوّل العَشَرة، والعَشْر في المؤنّث.
وتقول:
عَشرْتُ القومَ أعْشِرُهم، إذا صرت عاشِرَهم.
وكنت عاشِرَ عَشرة، أي كانوا تسعةً فتمُّوا بي عَشرةَ رجال.
وعَشَرت القوم، إذا أخذتَ عُشْرَ أموالهم.
ويقال أيضاً:
عَشَّرتُهم أُعَشِّرهم تَعْشِيراً.
وبه سمِّي العَشَّار عَشَّاراً.
والعُشْر:
جزءٌ من الأجزاء العشرة، وهو العَشِير والمِعْشار.
فأمَّا العِشْر فيقال:
هو وِرْدُ الإبل يومَ العاشر.
وإبلٌ عواشِرُ:
وَرَدت الماء عِشْراً.
ويجمع ويثنى فيقال عِشْران وعِشرُون، فكلُّ عِشْرٍ من ذلك تسعة أيّام.
وقال ذو الرّمة:
أقمتُ لها أعناقَ هِيمٍ كأنّها
***
قطاً نَشَّ عَنْها ذو جلاميد خامسُ يعني بالخامس:
القَطا التي وردت الماءَ خِمْساً.
قال الخليل:
تقول:
جاء القومُ عُشَارَ عُشارَ، ومَعْشرَ مَعْشرَ، أي عَشَرة عشَرة، كما تقول:
جاؤوا أُحادَ أحاد، وَمَثْنَى مثنى.
ولم يذكر الخليل مَوْحَدَ مَوْحد، وهو صحيحٌ.
فأمَّا تعشير الحِمار فلَسنا نقول فيه إلاّ الذي قالوه، وهو في قياسنا صحيحٌ إن كان حَقّاً ما يقال.
قال الخليل:
المُعَشِّر:
الحِمار الشّديد النهيق.
قال:
ويقال نُعِت بذلك لأنّه لا يكفُّ حتّى تبلغ [عَشْر] نَهَقاتٍ وترجيعات.
قال:
لعمري لئن عَشَّرتُ من خَشْية* الرَّدَى
***
نُهاقَ الحمارِ إنَّني لَجَزُوعُ
قال:
وناقةٌ عُشَراء، وهي التي أَقْرَبَتْ، سمِّيت عُشَراء لتمام عشرة أشهر لحملها.
يقال:
عشَّرتِ النّاقةُ تُعشِّر تعشيراً، وهي عُشَراء حَتَّى تلِد، والعدد العُشَرَاوات، والجمع عِشَار.
ويقال:
بل يقع اسمُ العِشَار على النُّوق التي نُتِج بعضُها وبعضها قد أَقْرَبَ يُنْتَظَرُ نِتاجُها.
وقال:
يا عامِ إنّ لقاحَها وعِشارَها
***
أودَى بها شَخْتُ الجُزَارة مُعْلَِمُ وقال الفرزدق:
كم عمّةٍ لك يا جريرُ وخالةٍ
***
فَدْعاءَ قد حلبَتْ عليَّ عِشارِي وقال:
وليس للعِشار لبنٌ، وإنما سمَّاها عِشاراً لأنها حديثة العهد، وهي مطافيلُ قد وضعت أولادَها.
والعِشْر:
القِطعة تنكسر من القَدَح أو البُرْمة ونحوها.
وقال:
* كما يضمُّ المِشْعَب الأعشارا * هذا قد حُكي.
فأمّا الخليل فقد حكى وقال:
لا يكادون يُفرِدُون العِشر.
وذكر أنَّ قولهم قدُورٌ أعْشار وأعاشير، إنّما معناه أنّها مكسّرة على عَشْر قِطَع، وقال امرؤُ القيس:
وما ذَرَفَتْ عيناكِ إلا لتَضْرِبي
***
بسهمَيْكِ في أعشارِ قَلبٍ مقتَّلِ وذكر الخليل أيضاً أنّه يُقال لجَفْن السَّيف إذا كان مكسَّراً أعشار.
وأنشد:
وقد يَقطعُ السَّيفُ اليماني وجفنُه
***
شَبارِيقُ أعشارٌ عُثِمْنَ على كَسْرِ
قال:
والعُشَاريُّ:
ما بلغ طولُه عَشْرَ أذرُع.
وعاشوراء:
اليومُ العاشر من المحرَّم.
فأمَّا الأصل الآخَر الدَّالُّ على المخالطة والمداخَلة فالعِشْرة والمعاشَرة.
وعَشِيرُك:
الذي يعاشرُك.
قال:
ولم أسمع للعَشِير جمعاً، لا يكادون يقولون هم عُشَراؤك، وإذا جمعوا قالوا:
هم مُعاشِرُوك.
قال:
وإنّما سمِّيت عَشِيرة الرّجُل لمعاشرةِ بعضهم بعضاً، حتَّى الزّوجُ عشيرُ امرأتِه.
وجاء في الحديث في ذكر النساء:
"إنّكن تُكْثِرْن اللَّعْن وتكْفُرْن العَشِير ".
ويقال عاشَره مُعاشرةً جميلة.
وقال زهير:
لعمرُكَ والخطوبُ مغيِّراتٌ
***
وفي طول المعاشرة التقالي
قال:
والمَعْشَر:
كلُّ جماعة أمرُهم واحد، نحو معشر المسلمين، والإنس معشرٌ والجنُّ مَعشر، والجمع مَعاشِر.
والعُشَر:
نَبْت.
(عشز) العين والشين والزاء كلمتانِ صحيحتان، إحداهما عند الخليل وليست الأخرى عنده.
فالأولى العَشَوْزَن من المواضع:
ما صلُب مَسْلكه وخشن، والجمع العَشاوِز.
قال الشمَّاخ:
* حوامي الكُراع المؤْيَداتُ العَشاوزُ * وقال قومٌ:
هو العَشْوَز أو العَشَوَّز، أنا أشُكُّ.
وإنَّما سمِّيت القناة عشَوْزنةً لصلابتها، والنون زائدة.
والكلمة الأخرى:
عَشَزَ عَشَزاناً، وهي مِشية الأقزَل، ذكرها أبو عبيد.
(عشط) العين والشين والطاء.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب العين ﴿ 20 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞