باب فضل تمر المدينة
باب فضل تمر المدينة
3813- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَكَلَ سَبْع تَمَرَات مِمَّا بَيْن لَابَتَيْهَا حِين يُصْبِح لَمْ يَضُرّهُ سُمّ حَتَّى يُمْسِي» اللَّابَتَانِ هُمَا الْحَرَّتَانِ، وَالْمُرَاد لَابَتَا الْمَدِينَة، وَقَدْ سَبَقَ بَيَانهمَا مَرَّات.
✯✯✯✯✯✯
✯✯✯✯✯✯
3815- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي عَجْوَة الْعَالِيَة شِفَاء» أَو: «إِنَّهَا تِرْيَاق أَوَّل الْبُكْرَة» وَالتِّرْيَاق بِكَسْرِ التَّاء وَضَمّهَا لُغَتَانِ، وَيُقَال: «دُرْيَاق» و«طُرْيَاق» أَيْضًا كُلّ فَصِيح.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّل الْبُكْرَة» بِنَصْبِ: «أَوَّل» عَلَى الظَّرْف، وَهُوَ بِمَعْنَى الرِّوَايَة الْأُخْرَى: «مَنْ تَصَبَّحَ» وَالْعَالِيَة مَا كَانَ مِنْ الْحَوَائِط وَالْقُرَى وَالْعِمَارَات مِنْ جِهَة الْمَدِينَة الْعُلْيَا مِمَّا يَلِي نَجْد.
أَوْ السَّافِلَة مِنْ الْجِهَة الْأُخْرَى مِمَّا يَلِي تِهَامَة.
قَالَ الْقَاضِي: وَأَدْنَى الْعَالِيَة ثَلَاثَة أَمْيَال، وَأَبْعَدهَا ثَمَانِيَة مِنْ الْمَدِينَة.
وَالْعَجْوَة نَوْع جَيِّد مِنْ التَّمْر.
وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيث فَضِيلَة تَمْر الْمَدِينَة وَعَجْوَتهَا، وَفَضِيلَة التَّصَبُّح بِسَبْعِ تَمَرَات مِنْهُ، وَتَخْصِيص عَجْوَة الْمَدِينَة دُون غَيْرهَا، وَعَدَد السَّبْع مِنْ الْأُمُور الَّتِي عَلِمَهَا الشَّارِع وَلَا نَعْلَم نَحْنُ حِكْمَتهَا، فَيَجِب الْإِيمَان بِهَا، وَاعْتِقَاد فَضْلهَا وَالْحِكْمَة فيها، وَهَذَا كَأَعْدَادِ الصَّلَوَات، وَنُصُب الزَّكَاة وَغَيْرهَا، فَهَذَا هُوَ الصَّوَاب فِي هَذَا الْحَدِيث.
وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ الْإِمَام أَبُو عَبْد اللَّه الْمَازِرِيّ وَالْقَاضِي عِيَاض فيه فَكَلَام بَاطِل، فَلَا تَلْتَفِت إِلَيْهِ، وَلَا تُعَرِّج عَلَيْهِ، وَقَصَدْت بِهَذَا التَّنْبِيه التَّحْذِير مِنْ الِاغْتِرَار بِهِ.
وَاللَّه أَعْلَم.
باب فضل تمر المدينة
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الأشربة ﴿ 20 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞