📁 آخر الأخبار

باب ما يقال عند المصيبة

 

 باب ما يقال عند المصيبة

 باب ما يقال عند المصيبة


1525- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِم تُصِيبهُ مُصِيبَة فَيَقُول مَا أَمَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» فيه: فَضِيلَة هَذَا الْقَوْل وَفيه دَلِيل لِلْمَذْهَبِ الْمُخْتَار فِي الْأُصُول أَنَّ الْمَنْدُوب مَأْمُور بِهِ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَأْمُور بِهِ مَعَ أَنَّ الْآيَة الْكَرِيمَة تَقْتَضِي نَدْبه وَإِجْمَاع الْمُسْلِمِينَ مُنْعَقِد عَلَيْهِ.

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا» قَالَ الْقَاضِي: أَجِرْنِي بِالْقَصْرِ وَالْمَدّ، حَكَاهُمَا صَاحِب الْأَفْعَال: وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ وَأَكْثَر أَهْل اللُّغَة: هُوَ مَقْصُور لَا يَمُدّ وَمَعْنَى أَجَرَهُ اللَّه أَعْطَاهُ أَجْره، وَجَزَاء صَبْره وَهَمّه فِي مُصِيبَته.

وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَخْلِفْ لِي» هُوَ بِقَطْعِ الْهَمْزَة وَكَسْر اللَّام.

قَالَ أَهْل اللُّغَة: يُقَال لِمَنْ ذَهَبَ لَهُ مَالٌ أَوْ وَلَد قَرِيب أَوْ شَيْء يُتَوَقَّع حُصُول مِثْله أَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْك أَيْ رَدَّ عَلَيْك مِثْله فَإِنْ ذَهَبَ مَا لَا يَتَوَقَّع مِثْله بِأَنْ ذَهَبَ وَالِد أَوْ عَمٌّ أَوْ أَخ لِمَنْ لَا جَدَّ لَهُ وَلَا وَالِد لَهُ قِيلَ: خَلَّفَ اللَّه عَلَيْك بِغَيْرِ أَلِف أَيْ كَانَ اللَّه خَلِيفَة مِنْهُ عَلَيْك.

وَقَوْلهَا: «وَأَنَا غَيُور» يُقَال: اِمْرَأَة غَيْرَى وَغَيُور، وَرَجُل غَيُور وَغَيْرَان قَدْ جَاءَ فَعُول فِي صِفَات الْمُؤَنَّث كَثِيرًا كَقَوْلِهِ: اِمْرَأَة عَرُوس وَعَرُوب وَضَحُوك لِكَثِيرَةِ الضَّحِك، وَعَقَبَة كَئُود، وَأَرْض صَعُود وَهَبُوط وَحَدُود وَأَشْبَاههَا.

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَب بِالْغَيْرَةِ» هِيَ بِفَتْحِ الْغَيْن، وَيُقَال: أَذْهَبَ اللَّه الشَّيْء وَذَهَبَ بِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {ذَهَبَ اللَّه بِنُورِهِمْ}.

✯✯✯✯✯✯

‏1526- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلَّا أَجَرَهُ اللَّه» هُوَ بِقَصْرِ الْهَمْزَة وَمَدّهَا، وَالْقَصْر أَفْصَح وَأَشْهَر كَمَا سَبَقَ.

قَوْلهَا: «ثُمَّ عَزَمَ اللَّه لِي فَقُلْتهَا» أَيْ خَلَقَ فِيَّ عَزْمًا، وَقَدْ سَبَقَ فِي شَرْح أَوَّل خُطْبَة مُسْلِم أَنَّ فِعْل اللَّه تَعَالَى لَا يُسَمَّى عَزْمًا مِنْ حَيْثُ إِنَّ حَقِيقَة الْعَزْم حُدُوث رَأْي لَمْ يَكُنْ، وَاَللَّه مُنَزَّه عَنْ هَذَا، فَتَأَوَّلُوا قَوْل أُمّ سَلَمَة عَلَى أَنَّ مَعْنَاهُ خَلَقَ لِي أَوْ فِيَّ عَزْمًا.

 باب ما يقال عند المصيبة

 باب ما يقال عند المصيبة

 باب ما يقال عند المصيبة


كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات