باب الباء والنون وما يثلثهما في الثلاثي
باب الباء والنون وما يثلثهما في الثلاثي
(بني) الباء والنون والياء* أصلٌ واحد، وهو بناءُ الشيء بِضَمِّ بعضِه إلى بعضٍ.
تقول بَنَيْتُ البناءَ أبنيه.
وتسمَّى مكةُ البَنِيّة.
ويقال قوس بَانِيةٌ، وهي التي بَنَتْ على وَترِها، وذلك أن ْيكاد وتَرُها ينقطع للُصُوقه بها.
وطيّئ تقول مكانَ بانيةٍ:
بَانَاةٌ؛ وهو قول امرئ القيس:
* غَيْرِ بَانَاةٍ عَلَى وَتَرِهْ *
ويقال بُنْيَةٌ وَبُنىً، وبِنْيَة وبِنىً بكسر الباء كما يقالَ:
جِزية وجِزىً، ومِشيَةٌ ومِشىً.
(بنو) الباء والنون والواو كلمةٌ واحدة، وهو الشيء يتولَّد عن الشيء، كابنِ الإنسان وغيره.
وأصل بنائه بنو، والنّسْبة إليه بَنَويٌّ، وكذلك النسبة إلى بِنْت وإلى بُنَيَّات الطّريق.
فأصل الكلمة ما ذكرناه، ثم تفرِّع العرب.
فتسمّي أشياءَ كثيرةً بابن كذا، وأشياءُ غيرها بُنّيتْ كذا، فيقولون ابن ذُكاء الصُّبح، وذُكاءُ الشّمس، لأنّها تذكُو كما تذكو النّار.
قال:
* وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ في كَفْرِ * وابن تُرْنا:
اللّئيم.
قال أبو ذؤيب:
فإنَّ ابن تُرْنا إذا جئتكم
***
يُدَافعُ عَنِّي قَوْلاً بَريحا شديداً من بَرَّحَ به.
وابن ثَأْداءَ:
ابن الأَمَة.
طائر.
قال:
وردتُ اعتِسَافاً والثُّريَّا كأنّها
***
على قِمّةِ الرّأس ابنُ ماءٍ مُحَلِّقُ وابن جَلاَ:
الصُّبح،
قال:
أنا ابنُ جَلاَ وطلاََّّعُ الثَّّنَايا
***
متى أَضَعِ العِِمامةََ يَعْرِِفُُوني
ويقال للذي تَنْزِلُ به الملمّة فيكشفها:
ابن مُلمّة، وللحَذِر:
ابن أحْذَار.
ومنه قول النابغة:
بلِّغ زياداً وَحَيْنُ المَرْءِ يدركُه
***
فلو تَكَيَّسْتَ أو كنتَ ابنَ أَحْذار
ويقال لِلَّجَّاج:
ابن أَقْوال، وللذي يتعسَّف المفاوز:
ابنُ الفَلاةِ، وللفقير الذي لا مأوى له غيرُ الأرض وتُرَابِها:
ابن غَبْراء.
قال طَرَفَة:
رأيت بني غَبْرَاءَ لا يُنكِرونَنِي
***
ولا أهلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ الممدَّدِ وللمسافر:
ابن السّبيل.
وابنُ ليل:
صاحبُ السُّرى.
وابنُ عَمَلٍ:
صاحب العملِ الجادُّ فيه.
قال الراجز:
* يا سعد يابنَ عَمَلٍ يا سَعْدُ * ويقولون:
هو ابن مدينةٍ إذا كان عالماً بها، وابن بجدَتِها أي عالِمٌ بها وبجدَة الأمر:
دِخْلتُه.
ويقولون للكريمِ الآباءِ والأمَّهاتِ هو ابنُ إحداها.
ويقال للبَرِئ من الأَمر هو ابن خَلاَوةَ، وللخبز ابن حَبَّةَ، وللطريق ابن نعامة.
وذلك أنّهم يسمّون الرِّجْل نَعامة.
قال:
* وابنُ النَّعامةِ يوم ذلكَ مَرْ كَبي * وفي المثل:
"ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ" أي ابنُ نَفْسِك الذي وَلدْتَه.
ويقال لليّلة التي يطلُع فيها القمر:
فَحْمَةُ ابنِ جَمِير.
وقال:
نهارُهُمُ ليْلٌ بَهيمٌ وليلُهمْ
***
وإن كان بَدْراً فحمةُ ابنِ جمِيرِ يصِفُ قوماً لُصوصاً.
وابن طَابٍ:
عِذْقٌ بالمدينة.
وسائر ما تركنا ذكره من هذا الباب فهو مفرَّقٌ في الكتاب، فتركنا كراهة التطويل.
ومما شذّ عن هذا الأصل المِبناة النِّطْع.
قال الشاعر:
على ظَهْرِ مَبْنَاةٍ جَديدٍ سُيورُها
***
يَطَُوف بها وَسْطَ اللَّطيمةِ بائِعُ
(بنج) الباء والنون والجيم كلمة واحدةٌ ليست عندي أصلاً، وما أدري كيف هي في قياس اللغة، لكنّها قد ذُكِرَتْ.
قالوا:
البِنْجُ الأصْل، يقال رجَع إلى بِنْجِه.
(بند) الباء والنون والدال أصلٌ فارسيُّ لا وجْهَ لذِكْره.
(بنس) الباء والنون والسين كلمةٌ واحدة، يقال بنَّسَ عن الشيءِ تبنيسا، إذا تأخَّر عنه.
(بنق) الباء والنون والقاف كلمةٌ واحدة، وأراها من الحواشي غير واسطة.
وهي البَنيقة، وهو جُِرُِبّان القَميص.
ويقال:
البَنِيقة كلُّ رُقْعةٍ في الثّوب كاللَّبِنَةِ ونحوها.
على أنّها قد جاءَتْ في الشِّعر.
قال:
يضمّ إليَّ الليلُ أطفالَ حُبِّها
***
كما ضَمَّ أزْرارَ القَميصِ البنائقُ
(بنك) الباء والنون والكاف* كلمة واحدة، وهو قولهم تَبَنَّكَ بالمكان أقام به، وهي شِبْه التي قَبْلَها.
باب الباء والنون وما يثلثهما في الثلاثي