بحور الشعر أساس الإبداع في الشعر العربي

أساس الإبداع في الشعر العربي

بحور الشعر هي الأوزان التي يُنظم عليها الشعر العربي، وهي ستة عشر بحرًا وضع أصول خمسة عشر منها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وزاد الأخفش الأوسط بحر المتدارك. سُميت بحور الشعر تشبيهًا بالبحار التي لا تنضب، مما يعكس مرونة هذه الأوزان وسهولة النظم عليها، رغم اتهام بعض المحدثين لها بالصعوبة. تُقسم بحور الشعر إلى ثلاثة أقسام: المختلطة، السباعية، والخماسية. يستعرض هذا المقال بحور الشعر، تفعيلاتها، وأهميتها، مع إجابة على أسئلة شائعة لفهم هذا الفن العريق.

أصل بحور الشعر وتسميتها

وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي أسس بحور الشعر الخمسة عشر، مستنبطًا إياها من إيقاعات الكلام العربي الطبيعي. أضاف الأخفش الأوسط بحر المتدارك، الذي سُمي كذلك لأنه "تدارك" ما فات الخليل. سُميت هذه الأوزان بالبحور لتشابهها مع البحر الذي يُغترف منه دون نضوب، مما يدحض فكرة صعوبتها ويؤكد مرونتها. تُظهر بحور الشعر تنوعًا إيقاعيًا يناسب مختلف الأغراض الشعرية، من المدح إلى الهجاء والرثاء.

تقسيم بحور الشعر

تُقسم بحور الشعر إلى ثلاثة أقسام بناءً على تفعيلاتها:

1. البحور المختلطة: تشمل الطويل، المديد، والبسيط، وتتميز باختلاط أجزاء خماسية (فعولن أو فاعلن) مع سباعية (مستفعلن أو متفاعلن).
2. البحور السباعية: تضم أحد عشر بحرًا (الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث)، وتُركب من أجزاء سباعية.
3. البحور الخماسية: تشمل المتقارب والمتدارك، وتتكون من أجزاء خماسية (فعولن أو فاعلن).
   هذا التقسيم يُبرز تنوع بحور الشعر وقدرتها على استيعاب مختلف الإيقاعات الشعرية.

البحور المختلطة

1. الطويل:
   تفعيلاته: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن. له عروض واحدة (مفاعيلن)، وثلاثة أضرب (مفاعيلن، مفاعلن، مفاعي تُصبح فعولن). يُستخدم في القصائد الطويلة لإيقاعه المهيب.
   مثال: قول عنترة: "هل غادر الشعراء من متردم".
2. المديد:
   تفعيلاته: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن. له ثلاثة أعاريض (فاعلاتن، فاعلن، فعلن) وأربعة أضرب. يتميز بإيقاعه المتزن.
   مثال: قول المتنبي: "على قدر أهل العزم تأتي العزائم".
3. البسيط:
   تفعيلاته: مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن. يُستخدم مجزوءًا أو غير مجزوء، بعروض (فعلن أو مفعولن) وأضرب متنوعة. يُعرف بتنوع إيقاعه.
   مثال: قول الفرزدق: "هذا الذي تعرف البطحاء وطأته".

البحور السباعية

1. الوافر:
   تفعيلاته: مفاعلتن مفاعلتن فعولن. يُستخدم مجزوءًا أو غير مجزوء، ويُعرف بإيقاعه الجزل.
   مثال: قول لبيد: "عفت الديار محلها فمقامها".
2. الكامل:
   تفعيلاته: متفاعلن متفاعلن متفاعلن. له تسعة أضرب، مما جعله يُسمى "الكامل".
   مثال: قول المتنبي: "وما التأنيث لاسم الشمس عيب".
3. الهزج:
   تفعيلاته: مفاعيلن مفاعيلن. يتميز بخفة إيقاعه.
   مثال: قول الأعشى: "ودع هريرة إن الركب مرتحل".
4. الرجز:
   تفعيلاته: مستفعلن مستفعلن مستفعلن. يُسمى "حمار الشعراء" لقربه من النثر، ويسمح بجوازات كالخبن والطي.
   مثال: قول حسان: "إن الذي سمك السماء بنى لنا".
5. الرمل:
   تفعيلاته: فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن. يُستخدم في الشعر الغنائي.
   مثال: قول ابن الرومي: "يا دار مية بالعلياء فالسند".
6. السريع:
   تفعيلاته: مستفعلن مستفعلن مفعولات. يُعرف بتنوع أضربه.
   مثال: قول أبي نواس: "دع عنك لومي فإن اللوم إغراء".
7. المنسرح:
   تفعيلاته: مستفعلن مفعولات مستفعلن. يتميز بإيقاعه المتدفق.
   مثال: قول البحتري: "أما ترى البحر من فوق الجبال".
8. الخفيف:
   تفعيلاته: فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن. يُعرف بخفته وسلاسته.
   مثال: قول الخنساء: "إن العيون التي في طرفها حور".
9. المضارع:
   تفعيلاته: مفاعيلن فاعلاتن. له عروض وضرب واحد.
   مثال: نادر الاستخدام في الشعر القديم.
10. المقتضب:
    تفعيلاته: مفعولات مفتعلن. له عروض وضرب واحد.
    مثال: قليل الاستخدام.
11. المجتث:
    تفعيلاته: مستفعلن فاعلاتن. يُعرف بإيقاعه القصير.
    مثال: قول جرير: "إن العيون التي في طرفها مرض".

البحور الخماسية

1. المتقارب:
   تفعيلاته: فعولن فعولن فعولن فعولن. له عروضتان وأضرب متعددة، ويُعرف بخفته.
   مثال: قول المتنبي: "أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي".
2. المتدارك:
   تفعيلاته: فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن. يُسمى أيضًا الخبب أو المحدث، ويُشبه المتقارب.
   مثال: قول علي رضي الله عنه: "حقًا حقًا صدقًا صدقًا".

البحور المقلوبة

أحدث بعض الشعراء أوزانًا جديدة بقلب تفعيلات بحور الشعر التقليدية، مثل:

• المستطيل: مقلوب الطويل (مفاعيلن فعولن مفاعيلن).
• الممتد: مقلوب المديد (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن).
• المتوافر: مقلوب الرمل.
• المتئد: مقلوب المجتث.
• المنسرد والمطرد: صورتان مقلوبتان للمضارع.
  هذه الأوزان، رغم إبداعها، تُعتبر خارج بحور الشعر التقليدية، ولم تلق قبولًا واسعًا.

أهمية بحور الشعر

تُعد بحور الشعر أساس الإيقاع في الشعر العربي، حيث تمنح القصيدة موسيقاها الداخلية. تُظهر هذه البحور قدرة العرب على تنظيم الكلام بإيقاعات دقيقة، كما في قول الخليل: "الشعر كلام موزون مقفى". كما تُبرز مرونة اللغة العربية في استيعاب مختلف الأغراض الشعرية. يُجادل البعض بأن الالتزام ببحور الشعر يحد من الإبداع، لكن الأمثلة التاريخية تثبت عكس ذلك، حيث أبدع شعراء كالمتنبي وأبي نواس ضمن هذه الأوزان.

مقالات قد تهمك

وزاريات الاغراء والتحذير

الميزان الصرفي pdf تمارين

شرح الميزان الصرفي

شرح الفية ابن مالك

المجرد والمزيد من الاسماء والافعال

اعراب واعدنا موسى اربعين ليله 

صور الخبر

قواعد الجمع في اللغة الإنجليزية pdf

التصريع في الشعر

عمل لا الناهية

رقية التعطيل فهد القرني مكتوبة pdf

اصعب الكلمات في الميزان الصرفي

الأسئلة الشائعة حول بحور الشعر

1. ما هي بحور الشعر؟
   بحور الشعر هي الأوزان الإيقاعية الستة عشر التي يُنظم عليها الشعر العربي، وضع الخليل خمسة عشر منها، وزاد الأخفش المتدارك.
2. لماذا سُميت بحور الشعر بهذا الاسم؟
   شُبهت بالبحار لأنها لا تنضب، مما يعكس مرونة بحور الشعر في النظم، كما في العمل الليث.
3. كيف تُقسم بحور الشعر؟
   تُقسم إلى مختلطة (طويل، مديد، بسيط)، سباعية (وافر، كامل، إلخ)، وخماسية (متقارب، متدارك).
4. ما أشهر بحور الشعر؟
   الطويل، الكامل، والمتقارب من أشهر بحور الشعر لاستخدامها في القصائد الكبرى.
5. لماذا يُسمى الرجز حمار الشعراء؟
   لقربه من النثر وسهولته، مع جوازات كالخبن، مما يجعله من بحور الشعر الأكثر مرونة.
6. ما دور المتدارك؟
   أضافه الأخفش ليشبه الخبب، ويُظهر فيه إيقاع سريع، كما في أشعار مثل قول علي رضي الله عنه.
7. هل البحور المقلوبة جزء من بحور الشعر؟
   لا، هي أوزان أحدثها المحدثون، مثل المستطيل، ولا تُعتبر ضمن بحور الشعر التقليدية.