📁 آخر الأخبار

باب من فضائل الاشعريين رضي الله عنهم

 

 باب من فضائل الاشعريين رضي الله عنهم

 باب من فضائل الاشعريين رضي الله عنهم


4555- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَعْرِف أَصْوَات رُفْقَة الْأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ حِين يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ، وَأَعْرِف مَنَازِلهمْ مِنْ أَصْوَاتهمْ بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، إِنْ كُنْت لَمْ أَرَى مَنَازِلهمْ حِين نَزَلُوا بِالنَّهَارِ» أَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدْخُلُونَ» بِالدَّالِ مِنْ الدُّخُول، هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع نُسَخ بِلَادنَا، وَنَقَلَهُ الْقَاضِي عَنْ جُمْهُور الرُّوَاة فِي مُسْلِم وَفِي الْبُخَارِيّ قَالَ: وَوَقَعَ لِبَعْضِ رُوَاة الْكِتَابَيْنِ: «يَرْحَلُونَ» بِالرَّاءِ وَالْحَاء الْمُهْمَلَة مِنْ الرَّحِيل.

قَالَ: وَاخْتَارَ بَعْضهمْ هَذِهِ الرِّوَايَة.

 قُلْت: وَالْأُولَى صَحِيحَة، أَوْ أَصَحّ، وَالْمُرَاد يَدْخُلُونَ مَنَازِلهمْ إِذَا خَرَجُوا لِشُغْلٍ ثُمَّ رَجَعُوا.

 وَفيه دَلِيل لِفَضِيلَةِ الْأَشْعَرِيِّينَ.

 وَفيه أَنَّ الْجَهْر بِالْقُرْآنِ فِي اللَّيْل فَضِيلَة إِذَا لَمْ يَكُنْ فيه إِيذَاء لِنَائِمٍ أَوْ لِمُصَلٍّ أَوْ غَيْرهمَا، وَلَا رِيَاء.

 وَاَللَّه أَعْلَم.

 وَالرُّفْقَة بِضَمِّ الرَّاء وَكَسْرهَا.

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمِنْهُمْ حَكِيم إِذَا لَقِيَ الْخَيْل، أَوْ قَالَ الْعَدُوّ، قَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَصْحَابِي يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ» أَيْ تَنْتَظِرُوهُمْ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {اُنْظُرُونَا نَقْتَبِس مِنْ نُوركُمْ} قَالَ الْقَاضِي: وَاخْتَلَفَ شُيُوخنَا فِي الْمُرَاد بِحَكِيمٍ هُنَا، فَقَالَ أَبُو عَلِيّ الْجَيَّانِيّ: هُوَ اِسْم عَلَم لِرَجُلٍ، وَقَالَ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِيّ: هُوَ صِفَة مِنْ الْحِكْمَة.

✯✯✯✯✯✯

‏4556- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْو إِلَى آخِره» مَعْنَى (أَرْمَلُوا) فَنِيَ طَعَامهمْ.

 وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَضِيلَة الْأَشْعَرِيِّينَ، وَفَضِيلَة الْإِيثَار وَالْمُوَاسَاة، وَفَضِيلَة خَلْط الْأَزْوَاد فِي السَّفَر، وَفَضِيلَة جَمْعهَا فِي شَيْء عِنْد قِلَّتهَا فِي الْحَضَر، ثُمَّ يَقْسِم، وَلَيْسَ الْمُرَاد بِهَذَا الْقِسْمَة الْمَعْرُوفَة فِي كُتُب الْفِقْه بِشُرُوطِهَا، وَمَنَعَهَا فِي الرِّبَوِيَّات، وَاشْتِرَاط الْمُوَاسَاة وَغَيْرهَا، وَإِنَّمَا الْمُرَاد هُنَا إِبَاحَة بَعْضهمْ بَعْضًا وَمُوَاسَاتهمْ بِالْمَوْجُودِ.

وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ» سَبَقَ تَفْسِيره فِي بَاب فَضَائِل جُلَيْبِيب.


 باب من فضائل الاشعريين رضي الله عنهم


۞۞۞۞۞۞۞۞

كتاب فضائل الصحابة ﴿ 40 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞

۞۞


تعليقات