باب فضل استماع القران وطلب القراءة من حافظه للاستماع والبكاء عند القراءة والتدبر
باب فضل استماع القران وطلب القراءة من حافظه للاستماع والبكاء عند القراءة والتدبر
1332- قَالَ مُسْلِم: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة وَأَبُو كُرَيْبٍ جَمِيعًا عَنْ حَفْص قَالَ أَبُو بَكْر: حَدَّثَنَا حَفْص بْن غِيَاث عَنْ الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عُبَيْدَة عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ: قَالَ لِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اِقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآن» إِلَى آخِره.
قَالَ مُسْلِم: (حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السَّرِيّ وَمِنْجَاب بْن الْحَارِث عَنْ عَلِيّ بْن مُسْهِر عَنْ الْأَعْمَش بِهَذَا).
قَالَ مُسْلِم: (وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَ أَبُو أُسَامَة: حَدَّثَنِي مِسْعَر عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ إِبْرَاهِيم) قَالَ مُسْلِم: (حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا جَرِير عَنْ الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَلْقَمَة عَنْ عَبْد اللَّه) هَذِهِ الْأَسَانِيد الْأَرْبَعَة كُلّهمْ كُوفِيُّونَ وَهُوَ مِنْ الطُّرُق الْمُسْتَحْسَنَة وَجَرِير رَازِيٌّ كُوفِيّ، وَفيه ثَلَاثَة تَابِعِيُّونَ بَعْضهمْ عَنْ بَعْض: الْأَعْمَش وَإِبْرَاهِيم النَّخَعِيُّ وَعَبِيدَة السَّلْمَانِيُّ- بِفَتْحِ الْعَيْن وَكَسْر الْبَاء- وَأَيْضًا الْأَعْمَش وَإِبْرَاهِيم وَعَلْقَمَة.
وَفِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود هَذَا فَوَائِد مِنْهَا: اِسْتِحْبَاب اِسْتِمَاع الْقِرَاءَة وَالْإِصْغَاء لَهَا وَالْبُكَاء عِنْدهَا وَتَدَبُّرهَا، وَاسْتِحْبَاب طَلَب الْقِرَاءَة مِنْ غَيْره لِيَسْتَمِع لَهُ، وَهُوَ أَبْلَغ فِي التَّفَهُّم وَالتَّدَبُّر مِنْ قِرَاءَته بِنَفْسِهِ.
وَفيه: تَوَاضُع أَهْل الْعِلْم وَالْفَضْل وَلَوْ مَعَ أَتْبَاعهمْ.
✯✯✯✯✯✯
1333- سبق شرحه بالباب.
✯✯✯✯✯✯
1334- قَوْله: (إِنَّ اِبْن مَسْعُود وَجَدَ مِنْ الرَّجُل رِيح الْخَمْر فَحَدَّهُ) هَذَا مَحْمُول عَلَى أَنَّ اِبْن مَسْعُود كَانَ لَهُ وِلَايَة إِقَامَة الْحُدُود لِكَوْنِهِ نَائِبًا لِلْإِمَامِ عُمُومًا أَوْ فِي إِقَامَة الْحُدُود أَوْ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة أَوْ اِسْتَأْذَنَ مَنْ لَهُ إِقَامَة الْحَدّ هُنَاكَ فِي ذَلِكَ فَفَوَّضَهُ إِلَيْهِ، وَيُحْمَل أَيْضًا عَلَى أَنَّ الرَّجُل اِعْتَرَفَ بِشُرْبِ خَمْر بِلَا عُذْر، وَإِلَّا فَلَا يَجِب الْحَدّ بِمُجَرَّدِ رِيحهَا لِاحْتِمَالِ النِّسْيَان وَالِاشْتِبَاه وَالْإِكْرَاه وَغَيْر ذَلِكَ.
هَذَا مَذْهَبنَا وَمَذْهَب آخَرِينَ.
قَوْله: (وَتُكَذِّبُ بِالْكِتَابِ) مَعْنَاهُ تُنْكِر بَعْضه جَاهِلًا وَلَيْسَ الْمُرَاد التَّكْذِيب الْحَقِيقِيّ فَإِنَّهُ لَوْ كَذَّبَ حَقِيقَة لَكَفَرَ، وَصَارَ مُرْتَدًّا يَجِب قَتْله، وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ جَحَدَ حَرْفًا مُجْمَعًا عَلَيْهِ فِي الْقُرْآن فَهُوَ كَافِر تَجْرِي عَلَيْهِ أَحْكَام الْمُرْتَدِّينَ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
باب فضل استماع القران وطلب القراءة من حافظه للاستماع والبكاء عند القراءة والتدبر