باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الى الله وصبره على اذى المنافقين
باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الى الله وصبره على اذى المنافقين
3356- قَوْله: «رَكِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَاف تَحْته قَطِيفَة فَدَكِيَّة» (الْإِكَاف) بِكَسْرِ الْهَمْزَة، وَيُقَال: وِكَاف أَيْضًا، وَالْقَطِيفَة: دِثَار مُخَمَّل، جَمْعهَا قَطَائِف وَقُطُف، وَالْفَدَكِيَّة: مَنْسُوبَة إِلَى فَدَك بَلْدَة مَعْرُوفَة عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاث مِنْ الْمَدِينَة.
قَوْله: «وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَة وَهُوَ يَعُود سَعْد بْن عُبَادَةَ» فيه: جَوَاز الْإِرْدَاف عَلَى الْحِمَار وَغَيْره مِنْ الدَّوَابّ إِذَا كَانَ مُطِيقًا، وَفيه: جَوَاز الْعِيَادَة رَاكِبًا.
وَفيه: أَنَّ رُكُوب الْحِمَار لَيْسَ بِنَقْصٍ فِي حَقّ الْكِبَار.
قَوْله: «عَجَاجَة الدَّابَّة» هُوَ مَا اِرْتَفَعَ مِنْ غُبَار حَوَافِرهَا.
قَوْله: «خَمَّرَ أَنْفه» أَيْ: غَطَّاهُ.
قَوْله: «فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فيه: جَوَاز الِابْتِدَاء بِالسَّلَامِ عَلَى قَوْم فيهمْ مُسْلِمُونَ وَكُفَّار، وَهَذَا مُجْمَع عَلَيْهِ.
قَوْله: «أَيّهَا الْمَرْء لَا أَحْسَن مِنْ هَذَا» هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع نُسَخ بِلَادنَا بِأَلِفٍ فِي (أَحْسَن)، أَيْ لَيْسَ شَيْء أَحْسَن مِنْ هَذَا، وَكَذَا حَكَاهُ الْقَاضِي عَنْ جَمَاهِير رُوَاة مُسْلِم، قَالَ: وَوَقَعَ الْقَاضِي أَبِي عَلِيّ (الْأَحْسَن مِنْ هَذَا) بِالْقَصْرِ مِنْ غَيْر أَلِف، قَالَ الْقَاضِي: وَهُوَ عِنْدِي أَظْهَر، وَتَقْدِيره: أَحْسَن مِنْ هَذَا أَنْ تَقْعُد فِي بَيْتك وَلَا تَأْتِينَا.
قَوْله: «فَلَمْ يَزَلْ يُخَفِّضُهُمْ» أَيْ: يُسَكِّنهُمْ وَيُسَهِّل الْأَمْر بَيْنهمْ.
قَوْله: «وَلَقَدْ اِصْطَلَحَ أَهْل هَذِهِ الْبُحَيْرَة» بِضَمِّ الْبَاء عَلَى التَّصْغِير، قَالَ الْقَاضِي: وَرَوَيْنَا فِي غَيْر مُسْلِم (الْبُحَيْرَة) مُكَبَّرَة، وَكِلَاهُمَا بِمَعْنًى، وَأَصْلهَا الْقَرْيَة، وَالْمُرَاد بِهَا هُنَا مَدِينَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْله: «وَلَقَدْ اِصْطَلَحَ أَهْل هَذِهِ الْبُحَيْرَة أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيَعْصِبُوهُ بِالْعِصَابَةِ» مَعْنَاهُ: اِتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَجْعَلُوهُ مَلِكهمْ، وَكَانَ مِنْ عَادَتهمْ إِذَا مَلَّكُوا إِنْسَانًا أَنْ يُتَوِّجُوهُ وَيَعْصِبُوهُ.
قَوْله: (شَرِقَ بِذَلِكَ) بِكَسْرِ الرَّاء، أَيْ: غَصَّ، وَمَعْنَاهُ: حَسَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ذَلِكَ بِسَبَبِ نِفَاقه عَافَانَا اللَّه الْكَرِيم.
قَوْله: (وَذَلِكَ قَبْل أَنْ يُسْلِم عَبْد اللَّه) مَعْنَاهُ: قَبْل أَنْ يُظْهِر الْإِسْلَام، وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ كَافِرًا مُنَافِقًا ظَاهِر النِّفَاق.
✯✯✯✯✯✯
3357- قَوْله (وَهِيَ أَرْض سَبَخَة) هِيَ بِفَتْحِ السِّين وَالْبَاء، وَهِيَ: الْأَرْض الَّتِي لَا تُنْبِت لِمُلُوحَةِ أَرْضهَا.
وَفِي هَذَا الْحَدِيث: بَيَان مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْحِلْم وَالصَّفْح وَالصَّبْر عَلَى الْأَذَى فِي اللَّه تَعَالَى وَدَوَام الدُّعَاء إِلَى اللَّه تَعَالَى وَتَأَلُّف قُلُوبهمْ.
وَاَللَّه أَعْلَم.
باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الى الله وصبره على اذى المنافقين
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الجهاد والسير ﴿ 36 ﴾
۞۞۞۞۞۞
۞۞