باب الغين والراء وما يثلثهما
باب الغين والراء وما يثلثهما
(غرز) الغين والراء والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على رَزِّ الشَّيء في الشيء.
من ذلك غَرَزْتُ الشَّيءَ أغرِزُه غَرْزاً.
وغَرَزْتُ رِجله في الغَرْز.
وغَرَزَت الجرادةُ بذَنَبِها في الأرض، مثل رَزّت.
والطَّبيعة غريزة، كأنَّها شيء غُرِز في الإنسان.
فأمَّا قولهم:
اغترَزْت الشَّيءَ، واغترَزْت السَّيرَ اغترازاً، إذا دَنَا سيرك فمعناه تقريبُ السَّير، أي كأنِّي الآنَ وضعتُ رِجلي في غَرْز الرَّحْل.
وأمَّا قولهم:
غَرَزَت النَّاقةُ، إذا قلَّ لبنُها فمعناه من هذا أيضاً، كأنَّ لبَنَها غُرِزَ في جسمها فلم يَخْرُجْ.
(غرس) الغين والراء والسين أصلٌ صحيحٌ قريبٌ من الذي قبله.
يقال:
غَرَسْتُ الشَّجرَ غَرْساً، وهذا زَمَنُ الغِراس.
ويقال إنَّ الغَرِيسة:
النَّخْلةُ أوّلَ ما تَنبت.
ومما شذَّ عن هذا الغِرْس:
جِلدةٌ رقيقة تخرجُ على رأس الوَلَد.
قال:
* كُلَّ جنينٍ مُشْعَرٍ في غِرْسِ *
(غرض) الغين والراء والضاد من الأبواب التي لم تُوضَع على قياسٍ واحد، وكَلِمُه متباينةُ الأصول، وستَرى بُعْد ما بينهما.
فالغَرْض والغُرْضَة:
البِطانُ، وهو حِزام الرَّحْل.
والمَغْرِض من البعير كالمَحْزِم من الدابَّة.
والإغريض:
البَرَد،
ويقال بل هو الطَّلع.
ولحمٌ غَريض:
طريٌّ.
وماءٌ مغروضٌ مثلُه.
والغَرَض:
المَلاَلة، يقال غَرِضْت به ومنه.
والغَرَض:
الشَّوق.
قال:
مَن ذا رسولٌ ناصحٌ فمبلِّغٌ
***
عنِّي عُلَيَّةَ غيرَ قِيل الكاذِب أنِّي غَرِضْتُ إلى تَنَاصُفِ وجهِها
***
غَرَضَ المحبِّ إلى الحبيب الغائبِ ويقال:
غَرَضت المرأة سِقاءها:
مَخَضته.
وغَرَضْنا السَّخْلَ نَغرِضهُ، إذا فَطَمْناه قبل إناه.
والغَرْض:
النُّقصان عن المِلْء.
يقال:
غَرِّضْ في سقائك، أي لا تملأه.
ويقال:
وَرَدَ الماءَ غارِضاً، أي مبكراً.
والمَغَارض:
جوانب البطن أسفَلَ الأضلاع، الواحد مَغْرِض.
(غرف) الغين والراء والفاء أصلٌ صحيحٌ، إلاَّ نَّ كَلِمهُ لا تنقاس، بل تتباين، فالغَرْف:
مصدر غَرَفْت الماءَ وغيرَه أَغرِفُه غَرْفاً.
والغُرفة:
اسمُ ما يُغْرَف.
والغَرِيف:
الأجَمَة، والجمع غُرُف.
قال:
* كما رَزَمَ العَيّار في الغُرُفِ * والغُرْفة:
العُِلِّيَّة.
ويقال:
غَرَفَ ناصيةَ فرسِهِ، إذا استأصلها جَزّاً.
(غرق) الغين والراء والقاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على انتهاءٍ في شيء يبلغ أقصاه.
من ذلك الغَرَق في الماء.
والغَرِقة:
أرضٌ تكون في غاية الرِّيّ.
واغْرَوْرَقت العينُ والأرض من ذلك أيضاً، كأنها قد غَرِقت في دمعها.
ومن الباب:
أغرَقْتُ في القَوس:
[مدَدتُها] غايةَ المدّ.
واغْتَرَق الفرسُ في الخيل، إذا خالَطَها ثم سَبَقَها.
ومما شذَّ عن هذا الباب الغُرْقة من اللَّبن:
قدر ثُلث الإناء، والجمع غُرَق.
قال:
تُضْحِي وقد ضمِنت ضَرَّاتها غُرَقاً
***
من طيِّب الطَّعم حلوٍ غير مجهودِ
(غرل) الغين والراء واللام كلمةٌ واحدة، وهي الغُرْلة، وهي القُلْفَة.
والأغرل:
الأقْلَف، ويقولون:
إنَّ الغَرِل:
المسترخِي الخَلْق.
(غرم) الغين والراء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على ملازَمة ومُلازَّة.
من ذلك الغَريم، سمِّي غريماً للُزومه وإلحاحه.
والغَرَام:
العذاب اللازم، في قوله تعالى:
{إنَّ عَذَابَهَا كانَ غَرَاماً} [الفرقان 65].
قال الأعشى:
إنْ يعاقِبْ يكنْ غَراماً وإن يُعْـ
***
طِ جزيلاً فإنَّه لا يُبالِي وغُرْم المالِ من هذا أيضاً، سمِّي لأنَّه مالُ الغَرِيم.
(غرن) الغين والراء والنون كلمةٌ واحدة، يقولون إنَّ الغَرِين:
ما يَبقى في الحوض من مائه* وطِينِه.
(غرو) الغين والراء والحرف المعتل أصلٌ صحيح، وهو يدلُّ على الإعجاب والعَجَبِ لحُسْن الشَّيء.
من ذلك الغَرِيُّ، وهو الحَسَن.
يقال منه رجلٌ غَرٍ.
ثمَّ سمِّي العَجَبُ غَرْواً.
ومنه:
أغريتُه بالشَّيء الذي تُلصَق به الأشياء.
ويقال:
غَارَت العينُ بالدَّمع غِراءً، إذا لجَّت في البكاء.
وغَرِيَت بالدَّمع.
وقال الشَّاعر:
إذا قلتُ أسلُو غارَتِ العينُ بالبُكا
***
غِراءً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّلُ
(غرب) الغين والراء والباء أصلٌ صحيح، وكَلمُهُ غير منقاسةٍ لكنَّها متجانسة، فلذلك كتَبْناه على جهته من غير طلبٍ لقياسه.
فالغَرْب:
حَدُّ الشّيء.
يقال:
هذا غَرْبُ السَّيف.
ويقولون:
كفَفْتُ من غَرْبه، أي أكْلَلْتُ حَدَّه وقولهم:
استَغْرَب الرّجُل، إذا بالَغَ في الضَّحِك، ممكنٌ أن يكون من هذا، كأنَّهُ بلغ آخِرَ حدِّ الضَّحِك.
والغَرْب:
الدَّلو العظيمة.
والغَرْبانِ من العين:
مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها.
وغُروب الأسنان:
ماؤُها.
فأمَّا الغُروب فَمَجارِي العَين.
قال:
مالَكَ لا تذكُرُ أُمَّ عمرِو
***
إلاّ لعينَيْك غَروبٌ تَجْرِي والغَرْب أيضاً بسكون الراء، في قولهم:
أتاهُ سَهْمٌ غَرْب، إذا لم يُدْرَ مَن رماه به.
وأمّا الغَرَب بفتح الراء، فيقال إنَّ الغَرَبَ:
الرَّاوية.
والغَرَب:
ما انصبَّ من الماء عند البئر فتغيَّرَتْ رائحتهُ.
قال ذو الرُّمة:
* واسْتُنْشِئَ الغَرَبُ * والغَرْب:
شَجَر.
ويقولون –والله أعلَمُ بصحّته-:
إنَّ الغَرَب:
إناءٌ من ذهب أو فِضَّة.
ويُنشِدون:
فدعْدَعا سُرَّةَ الرَّكيِّ كَما
***
دَعْدَعَ ساقِي الأعاجم الغَرَبا والغَرْب:
الوَرَم في المأْق، يقال منه غَرِبَت العينُ غَرَباً.
والغَرْب:
عِرْقٌ يَسقِي ولا يَنقطِع.
والغُرْبة:
البُعد عن الوطن، يقال:
غَرَبَت الدَّار.
ومن هذا الباب:
غُروب الشَّمس، كأنَّه بُعْدُها عن وجه الأرض.
وشَأْوٌ مُغَرَِّبٌ، أي بعيد.
قال:
أعْهَدَكَ مِن أُولَى الشَّبيبةِ تطلبُ
***
على دُبُرٍ هيهاتَ شَأْوٌ مغرَِّبُ ويقولون:
"هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ"، يريدون خبراً أتَى من بُعد.
وفي كتاب الخليل:
"إذا أمْعَنَت الكلابُ في طلب الصَّيد قيل:
غرَّبَت".
وفيه نظر.
والغارب:
أعلى الظَّهر والسَّنام.
يقال:
أَلْقَى حبلَه على غاربه، إذا خلاَّه.
والغُراب معروف.
والغُرابانِ:
نُقرتانِ عند صَلَوَي العَجُز من الفَرس.
والغُرَاب:
رأس الفأس.
ورِجْل الغُراب:
نوعٌ من الصَّرِّ.
قال الكميت:
* صُرَّ رِجْلَ الغُرابِ * والغِربيب:
الأسود، كأنّه مشتقٌّ من لون الغُراب.
والمُغْرَب:
الأبيض الأشفار من كلِّ شيء.
والغَرْبيّ:
الفضيخ من البُسْر يُنْبَذ.
والغَرْبيُّ:
صِبْغٌ أحمر.
(غرث) الغين والراء والثاء أصلٌ صحيح يدلُّ على الجُوع.
والغَرث:
الجوع.
ورجلٌ غَرْثانُ.
ويستعيرون هذا فيقولون:
جاريةٌ غَرْثَى الوِشاح، لأنَّها دقيقةُ الخَصْرِ لا يُملأ وِشاحُها، وكأنَّ وِشاحَها غَرثان.
(غرد) الغين والراء والدال كلمتان:
إحداهما صوت، والأخرى نبت.
فالأولى:
غرَّد الطّائر في صوته يُغَرِّد تغريداً.
والكلمة الأخرى:
الغَرَْد:
الكمأة، الواحدة غَرَْدة.
والمَغَاريد:
نبتٌ، الواحدة مُغْرود، وزعموا أنَّها هي الكمأة أيضاً.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الغين ﴿ 15 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞