أرقُّ بيتٍ في الغزل
قيلَ دخلَ أعرابيٌّ على ثعلب ( النحويّ والأديب المعروف)
فقال: أنت الذي تزعمُ أنك أعلمُ الناسِ بالأدبِ فقال: كذا يزعمونَ،
فقال : أنشدني أرقَّ بيتٍ قالته العربُ وأسلسهُ؟
فقال: قولُ جرير ( المتوفّى 110 هـ):
إنّ العيونَ التي في طَرفِها حَوَرٌ.......قَتَلنَنا ثمَّ لمْ يُحيِينَ قَـتلانا
يَصرَعنَ ذا اللبِّ حتّى لا حراكَ لهُ......وهُنَّ أضعفُ خلقِ اللهِ إنسانا
فقال: هذا الشعرُ غثٌّ رَثٌّ قد لاكهُ السَفَلةُ بألسِنتهم ، هاتِ غيرَهُ؟
فقال ثعلب: أفِدنا من عندكَ يا أعرابيُّ،
قال : قول مسلم بن الوليد صريعُ الغواني:
نُبارزُ أبطالَ الوغى فَنُبِيدُهمْ...... ويقتلنا في السِّلمِ لحظَ الكواعبِ
وليستْ سيوفُ الهندِ تُفني نفوسنا.....ولكنْ سهامٌ فُوِّقَت في الحواجبِ
فقال ثعلب لأصحابه: أكتبوهما على الحناجر، ولو بالخناجر
.
حديقة الأفراح لإزالة الأتراح ص88 تأليف أحمد بن محمد علي الأنصاري اليمني