أسلوب الإلتفات في اللغة العربية
تعريف الالتفات
هو الانتقال بالأسلوب من صيغة التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى صيغة أخرى من هذه الصيغ، بشرط أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائداً في نفس الأمر إلى الملتفت عنه، بمعنى أن يعود الضمير الثاني على نفس الشيء الذي عاد إليه الضمير الأول، أي أنه هو التحويل في التعبير الكلاميّ من اتجاه إلى آخر من جهات أو طرق الكلام الثلاث: "التكلّم (الخطاب) الغيبة" مع أنّ الظاهر في متابعة الكلام يقتضي الاستمرار على ملازمة التعبير وفق الطريقة المختارة أوّلاً دون التحوّل عنها.
أمثلة عن أسلوب الالتفاف
الالتفات من المتكلم إلى المخاطب
1- الالتفات من التكلم إلى الخطاب؛ كقوله تعالى: (وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)[يس: 22]، والأصل: وإليه أرجع، فالتفت من التكلم إلى الخطاب.
وكقوله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ)[الفتح: 1 - 2]، فانتقل من المتكلم (فَتَحْنَا)، إلى المخاطب (لِيَغْفِرَ)، ولم يقل: (لنغفر لك).
الالتفات من المتكلم إلى الغيبة
2- الالتفات من التكلم إلى الغيبة؛ كقوله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر: 1 - 2]، حيث لم يقل: فصل لنا. وقوله سبحانه: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا... فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ( [الأعراف: 158]، فانتقل من المتكلم: (إِنِّي رَسُولُ اللّهِ) إلى الغائب (وَرَسُولِهِ)، ولم يقل: "فآمنوا بالله وبي".
الالتفات من المخاطب إلى المتكلم
3- الالتفات من الخطاب إلى التكلم؛ كقوله تعالى: (قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ)[يونس: 21]، على أنه سبحانه نزل نفسه منزلة المخاطب، فالضمير في (قُلِ) للمخاطب، وفي (رُسُلَنَا) للمتكلم.
الالتفات من المخاطب إلى الغيبة
4- الالتفات من الخطاب إلى الغيبة؛ كقوله تعالى: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَاب)[الزخرف: 70 - 71]، فانتقل من الخطاب إلى الغيبة، ولم يقل: يطاف عليكم.
وكقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم)[يونس: 22]، انتقل من المخاطب (كُنتُمْ) إلى الغائب (بِهِم)، ولم يقل: (بكم)، وهذه الآية الكريمة هي المثال القرآني الأبرز والأشهر في باب (الالتفات).
الالتفات من الغيبة إلى التكلم
5- الالتفات من الغيبة إلى التكلم؛ كقوله تعالى: (وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً)[فصلت: 12]، فانتقل من الغيبة إلى التكلم، ولم يقل: وزين.
الالتفات من الغيبة إلى الخطاب
6- الالتفات من الغيبة إلى الخطاب؛ كقوله تعالى: (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء)[الإنسان: 21 - 22]، ولم يقل: كان لهم
أهمية اسلوب الالتفاف
كثير من علماء البلاغة يرون أن الغرض الرئيسي للالتفات وهو: رفع السآمة من الاستمرار على ضمير متكلم أو ضمير مخاطب، فينتقلون من الخطاب إلى الغيبة، ومن المتكلم إلى الخطاب أو الغيبة، فيحسن الانتقال من بعضها إلى بعض؛ لأن الكلام المتوالي على ضمير واحد لا يستطاب.