📁 آخر الأخبار

السَّجع في اللغة العربيّة I بسطتهالك bassthalk

 تعريف السجع

السجع في علم البلاغة


السَّجع في اللغة العربيّة

 أخذ كلمة السجع من المادة اللغوية (سجع) وهي بمعنى استقام أو استوى وتأتي بمعنى (الكلام المقفّى).

وهو توافق فواصل الجمل في الحرف الأخير(اتفاق نهايات الكلام، أي الحرف الأخير منها)،


ويُعد أفضل السجع ما كانت فقراته متساوية في الطول، كما يعد من المحسنات اللفظية،

وهو اتحاد الفاصلة في الحرف الأخير الذي تنتهي به الجملة، بالإضافة إلى أن السجع تم أخذه من صوت الحمامة الذي يسمى السَّجع، بحيث قيل: “سَجعت الحمامة”.


أقسام السَّجْع باعتبار الوزن العَروضيّ

تمّ تقسيم السَّجَع عند النّحاة باعتبار الوزن العَروضيّ إلى أربعة أنواع، وقد رُتبّت من الأعلى منزلة إلى الأقل على النّحو التّالي:


السَّجْع المُرصَّع

السَّجْع المُرصَّع: أو ما يُعرَف بالترصيع، في هذا النوع من السَّجْع تكون فيه الألفاظ المتقابلة في السَّجْعَتَيْن على توافق في الوزن والقافية، ويُقصد بذلك أن تنتهي الجملتان أو الجمل على حرف واحد، وأن تقابل كل كلمة في الجملة الأولى (أو أكثر الكلمات)، كلمة في الجملة الأخرى على وزنها ورويّها،


 وفيما يلي مِثال للتوضيح

مثال:

إنَّ بعدَ الكدرِ صفْواً، وبعدَ المطرِ صحْواً

ورد في الجملة الأولى كلمتي (الكدر، صفواً) وقد قابلهما في الجملة الثانية كلمتي (المطر، وصحواً) وهما على وزنهما ورويهما، فكلمة (الكدر) يقابلها كلمة (المطر)، وكلمة (صفواً) يقابلها (صحواً


السَّجْع المُتوازن

السَّجْع المُتوازن: في هذا النوع من السجع فإنّ الكلمة الأخيرة فقط في كلّ من الفقرتين تتوافقان بالوزن ولا تتوافقان بالقافية، أي أنّ الفاصلتان تتفقان في الوزن ما عدا الحرف الأخير،

 وفيما يلي مِثال للتوضيح:

قول مسلمة بن عبد الملك: "ما حمدتُ نفسي على ظفر ابتدأته بعجزٍ، ولا لمتها على مكروهٍ ابتدأته بحزمٍ"

في القَوْل يوجد السجع بين كلمتي (عَجز، وحَزم)، وهما تتفقان في الوزن وهو هُنا (فَعْل)، لكنّهما تختلفان في القافية، فكلمة (حزم) فتنتهي بحرف (الزاي) أمّا كلمة (حزم) فتنتهي بحرف (الميم.


السجع المتوازي

السجع المتوازي: هو السَّجْع الذي تكون فيه آخر كلمة في الفقرتين مُتوافقتين في الوزن العَروضيّ والقافية، أي تتفق الفقرتان في آخر كلمتين فقط،


وفيما يلي مِثال للتوضيح:

الْحِقْدُ صَدَأُ الْقُلُوبْ، واللَّجَاجُ سَبَبُ الْحُروبْ

ورد في الجملة الأولى كلمتي (صَدَأ، القلوب) وقد قابلهما في الجملة الثانية كلمتي (سَبَب، الحروب)، وقد اتفقت كلمتا (القلوب) و(الحروب) في الوزن والحرف الأخير، لكنّ كلمتي(صَدَأ) و(سَبَب) اتفقتا في الوزن لكنهما اختلفتا في الحرف الأخير، كما أنّ كلمتي (الحقد) و(اللّجاج) مختلفتان في الأمرين كليهما

السجع المُطَرَّف

السجع المُطَرَّف: وهو ما اختلفت فاصلتاه (آخر كلمتين في الفقرات) في الوزن واتفقتا في القافية، أي اتفقتا في الحرف الأخير، وعندئذٍ لا يُنْظَرُ إلى ما قبلهما في الاتفاق أو الاختلاف،


وفيما يلي مثال للتوضيح:

قَوْلِ أحد البلغاء: "الإِنْسَانُ بآدَابهْ لاَ بِزِيِّهِ وَثِيَابِهْ"

السَّجْع المُطرَّف بين الكلمتين (آدَابهْ، وَثِيَابِهْ)، وهما متفقتان في القافية، لكن كلٍّ منهما له وزن مختلف، فكلمة (آدَابهْ) على وزن (أفعاله)، وكلمة (ثِيَابِهْ) على وزن فِعاله..


أقسام السَّجْع باعتبار الطُّول

قسَّم البلاغيون السَّجْع باعتبار الطُّول والقصر إلى ثلاثة أنهي: (القصير، والمُتوسّط، والطّويل)، وفيما يلي توضيح لتلك الأقسام:


السجع القصير

السجع القصير: في هذا النوع تتألف كلّاً من السجعتين من عدد قليل من الألفاظ، أي يكون طُول الفقرة المسجوعة قصير، وكلّما كان عدد الألفاظ أقل كان السجع أجمل، لذا يعد هذا النوع من السَّجَع الأكثر جودةً، لكنّه صعب في نفس الوقت،

وفيما يلي مثال للتوضيح:

الحرُّ إذا وعد وفى، وإذا أعان كفى

يتألف هذا القول من جملتين، وعدد كلمات الجملة الاولى (4)، وعدد كلمات الجملة الثانية (3)


السجع الطويل

السجع الطويل: في هذا النوع تكون الفقرات المسجوعة من عدد كبير من الكلمات، إذ يعتمد هذا النوع على الجمل الطويلة، فهو يحتوي على عدد كبير من الألفاظ في كلِّ جملة والتي قد تتراوح من 11 كلمة إلى 15 كلمة، وأحياناً قد يصل إلى 20 كلمة،

وفيما يلي مثال للتوضيح:

قال تعالى: (ولَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ، وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ)

تتألّف الآية الأولى من (11) كلمة، وتتألّف الآية الثانية من (13) كلمة


السجع المتوسط

السجع المتوسط: يتألّف هذا النوع من فقرات ذات ألفاظ مسجوعة بعدد أكثر من السَّجْع القصير، وأقل من السجع الطويل، أي يكون طُول الفقرة المسجوعة مُتوسّط،

 وفيما يلي مثال للتوضيح:

قال تعالى: (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى * تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى).]

تتألف الآية الثانية من خمس كلمات، وتتألف الآية الثالثة من أربع كلمات، والآية الرابعة من ست كلمات.


خصائص السجع الجميل

خصائص السجع الجميل: يمتلك السجع العديد من الخصائص التي تميّزهُ عن غيرهِ من المُحسِّنات البديعية وهي كالآتي: تتساوى الفقرات في السَّجع بالطول. وروده طبيعياً من غير تكلّف أو تصنُّع. متانة التركيب. ليس فيه تكرار.


أثر السجع في الكلام

أثر السجع في الكلام: يعطي السجع جرساً موسيقياً، كما يجذب انتباه المستمع من خلال الإيقاع الجميل، بالإضافة إلى قوة التعبير الموجودة في السجع، وقد ساعد السجع على ترسيخ الفكرة المذكورة..


أمثلة على السجع

وقال أعرابي: اللهمَّ إنْ كنت قَد أبْتليتَ، فإنك طَالما قََدْ عافيْتَ.

مثل: كوى الجزعُ قلوبَهم ****

           وشَقَّت الفجيعةُ جيوبَهم

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات