ما هى العلل المانعة من الصرف؟
الأسباب المانعة من الصرف
- يقول ابن هشام : "ثم الاسم الذي لا ينصرف نوعان : أحدُهُما : ما يمنع لعلة واحدة ، والنوع الثاني : ما يمنع صرفه بعلتين ..." . أوضح المسالك ٤ / ١١٦ - ١١٨
-النوع الأول ما يمنع صرفه لعلة واحدة وهو شيئان :
- أحدهما : ما فيه ألف التأنيث مطلقًا ، أي : مقصورةً كانت أو ممدودة ، ويمتنع صرف ما هي فيه كيفما وقع ، أي سواءً وقع نكرة كذِكرَى وصحراء ، أم معرفة كرضوى وزكرياء ، أم جمعًا كجرحى وأصدقاء ، أم صفةً كحُبلَى وحمراء .
- ومن شواهد ألف التأنيث الممدودة في القرآن الكريم قوله تعالى : "يطاف عليهم بكأسٍ من معين ☆ بيضاءَ لذَّةٍ للشاربين " . الصَّافَّات ٤٥ - ٤٦ - فبيضاءَ : صفة ثانية لكأس ، وصفة المجرور مجرورة ، وعلامة جرِّها الفتحة ؛ لأنها ممنوعة من الصرف لألف التأنيث الممدودة ، لأنها على وزن فعلاء .
- ومن ذلك - أيضًا - قوله تعالى : "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياءَ ثم لا تنصرون" .
هود ١١٣ - فأولياء : جمع (وليّ) على وزن (أفعِلاء) وهو مجرور وعلامة جره الفتحة ؛ لأنه ممنوع من الصرف لألف التأنيث الممدودة .
#تنبيهان :
الأول : ألف التأنيث المقصورة : هي ألف زائدة مسبوقة بثلاثة أحرف أصولٍ أو أكثر ، نحو : سَلمى وسُعدَى وصَرعى وسُكارى وِسِبَطرَى وكُمَّثرَى .
- وأما ألف التأنيث الممدودة : فهي همزة زائدة متطرفة قبلها ألف زائدة مسبوقة بثلاثة أحرف أصولٍ أو أكثر ، نحو : صفراء وحمراء وخضراء وقُرفُصاء .
الثاني : يقال عند إعراب ما فيه ألف التأنيث المقصورة في حالة الرفع : مرفوع بضمة مقدرة على الألف ، وفي حالة النصب : منصوب بفتحة مقدرة على الألف ، وفي حالة الجرِّ : مجرور بفتحة مقدرة على الألف نيابة عن الكسرة ، وفي كلٍّ يمتنع التنوين .
- والنوع الآخر : من الاسم الذي يمنع من الصرف لعلة واحدة تقوم مقام علتين هو : الجمع الموازن لفعالِل وفعاليل ، ومفاعِل ومفاعيل ، كدراهم ودنانير ، ومفاتِح ومفاتيح ... .
- ويسمى هذا الوزن صيغة منتهى الجموع لأنه لا يجمع تكسيرًا ثانيةً ، فسمي بذلك لانتهاء الجمع به .
- وصيغة منتهى الجموع هي : كل جمع تكسير بعد ألف تكسيره حرفان أو ثلاثة أوسطها ساكن ، نحو (معابد وأقارب وطبائع وجواهر وتجارب) ونحو (مناديل وعصافير وأحاديث وتهاويل) .
- ومن شواهد صيغة (مَفاعل) في القرآن الكريم قوله تعالى: "لقد نصركم الله في مَواطنَ كثيرة" . التوبة ٢٥ - فمواطنَ : مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنها ممنوعة من الصرف لصيغة منتهى الجموع .
- ومن شواهد صيغة مفاعيل قوله تعالى : "يعملون له ما يشاء من محاريبَ وتماثيلَ" . سبأ ١٣ - فمحاريبَ وتماثيلَ : مجروران بالفتحة نيابة عن الكسرة .
#تنبيهات :
١- الاسم الذي على صيغة منتهى الجموع لا يشترط فيه أن يكون أوله ميمًا ؛ لأن المعتبر موافقتُه لمفاعل ومفاعيل في الهيئة - عدد الحروف - لا في الوزن .
٢- يشترط فيما كان بعد ألف تكسيره ثلاثة أحرف أن يكون أوسط الثلاثة ساكنًا ، فإن كان متحركًا انصرف ، نحو : صياقِلة وصيارفة ، وإنما كان منصرفًا لأن له في الآحاد نظيرًا ، كطواعية وكراهية ونحوهما .
٣- حكم صيغة منتهى الجموع كحكم غيرها من الأسماء الممنوعة من الصرف ، فيجب تجريدها من تنوينِ الأمكنيَّة ، كما يجب جرها بالفتحة نيابة عن الكسرة بشرط ألا تكون مقترنة بأل أو مضافة ، فإذا تجردت من أل وكانت اسمًا منقوصًا ، نحو : ليالٍ - جمع ليلة - ودواعٍ - جمع داعية - وثوانٍ - جمع ثانية ، وغواشٍ - جمع غاشية - والأصل : ليالي ودواعي وثواني وغواشي ، حذفت الياء وعُوِّضَ عنها التنوين ، ففي هذه الحالة تبقى الكسرة في حالتي الرفع والجر ، أما في حالة النصب فتبقى الياء وتظهر الفتحة عليها من غير تنوين .
- ومن ذلك في الاستعمال القرآنيّ قوله تعالى : "لهم من جَهَنَّمَّ مِهادٌ ومن فوقهم غواشٍ" . الأعراف ٤١ - فغواشٍ : مبتدأ مؤخَّر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة .
- وقوله تعالى : "والفجر ☆ وليالٍ عشرٍ " . سورة الفجر ١ - ٢ - فليالٍ : مجرورة بواو القسم بكسرة مقدرة على الياء المحذوفة .
- وقوله تعالى : "سيروا فيها لياليَ وأيامًا آمنين" . سبأ ١٨ - فلياليَ ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة .
#وملخص هذه الحالة أنه يعامل معاملة الاسم المنقوص في الإعراب .
#نكتفي بهذا القدر ، والقادم : ما يمتنع صرفه لعلتين ، ومن الله تعالى العون .