📁 آخر الأخبار

أسلوب الإنشاء الطلبي

أسلوب الإنشاء الطلبي


مفهوم الإنشاء الطلبي:

 ماذا يُقصد بالإنشاء الطلبي؟


هو ما يستدعي أمرًا غير حاصل لحظة الطلب، فمثلًا عند قولك: "ادرس" يستدعي ذلك الأمر طلب فعلٍ ليس حاصلًا في هذه اللحظة، فاللفظ قد سبق الفعل، ومنه أيضًا عند قولهم: لا تكتبْ، فإنّ الامتناع لم يحصل بعد، بل اللفظ قد سبق الفعل، ومنه أيضًا قولهم: يا أحمد، فالنداء السّابق يستدعي إقبال أحمد وهو أمرٌ غير حاصل، فاللفظ أيضًا هنا قد سبق المضمون، وهكذا فإنّ الإنشاء الطلبي هو عبارة عن لفظٍ يسبق مضمونه، ويكون خلال هذا اللفظ طلب لحصول هذا الأمر.


الأساليب اللغوية الانشائية تطلب بها اشياء غير حاصلة خلال الطلب، ولهذا كان الإنشاء فيها يكون إنشاء طلبيًّا، فإذا استخدمت هذه الأساليب كالأمر او النهي او التمني او الاستفهام او النداء في شئون حاصلة زمن الطلب يجب تأويلها بالطلب وفق القرائن وما يلائم المقام، مثل قول تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ} (الأحزاب: 1)، وفي قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (النساء: 136) .


أما الإنشاء غير الطلبي: فهو ما لا يتطلب مطلوبًا، وله طرق وصيغ عديدة ومنها في قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} (الأنبياء: 57)، واساليب المدح والذم مثل قول تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} (الذاريات: 48)، وقول تعالى : {بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ} (الجمعة: 5)، والترجي مثل قوله تعالى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} (المائدة: 52)، وفي قول تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (الكهف: 6).


أنواع الإنشاء الطلبي :

علامَ يعتمد تقسيم الإنشاء الطلبي إلى أنواع؟ 

للإنشاء الطّلبي أنواعٌ عديدة، وتنقسم تلك الأنواع بحسب أسلوب الإنشاء الوارد في الجمل، وأساليب الإنشاء الطلبي هي: 


أولا:-الأمر :هو طلبُ تنفيذ أمرٍ ما من المخاطَب على وجه الاستعلاء؛ أي بأن يجد المتكلم نفسه عاليًا سواء أكان ذلك علوًّا حقيقيًّا أم ادّعائيًّا، 


وأن يكون حقيقيًّا كقول الخليفة لرعيته: "اجتنبوا العصيان"،


 أمّا كونه ادّعائيًّا فهو كقول العبد لسيّده مثلًا: "احضر حالًا"،


 ولفعل الأمر صيغٌ متعدّدة، وهي:


فعل الأمر: وذلك على نحو قولهم: انطق خيرًا أو تحلَّ بالسكوت.


المضارع المقرون بلام الأمر: وذلك على نحو قولهم: لتقلْ خيرًا أو لتصمتْ.


 اسم فعل الأمر: وهو الاسم الّذي يحمل معنى فعل الأمر، ومن ذلك "إيه" بمعنى "زِدْ"، كما في قول الشّاعر: 

إيهِ يا بُلبُلَ الفراتِ تَرَنّمْ

 فَوقَ شُطْآنِهِ وحيِّ الوُرودا


 المصدر النائب عن فعله: وذلك على نحو قوله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}و، والتّقدير: أحسنوا بالوالدين إحسانا.


قد يخرج فعل الأمر عن معناه الحقيقي وهو طلب حصول أمر على جهة الاستعلاء إلى أمورٍ أخرى ومن خروج الأمر عن معناه الأصلي إلى معانٍ أخرى، منها:


الدعاء: وبه يكون الأمر موجّه من الأدنى إلى الأعلى، ومن ذلك قول المتنبي يخاطب سيف الدولة: 


أخا الجودِ، أعطِ الناسَ ما أنتَ مالكٌ

 ولا تُعْطِيَنَّ الناسَ ما أنا قائلُ 


الالتماس: وهو الأمر الذي يصدر من الإنسان إلى مَن يساويه مرتبةً وقدرًا، ومن ذلك ما جاء في خطاب أحد الشّعراء لصاحبته إذ يقول:


 عَلِّميني مَعْنَى الطّلاقةِ والخُلـ 

ـد مُقيمًا، يا ربّةَ الإيحاءِ


 التهديد: وذلك عند استخدام صيغة الأمر في سياق عدم الرضى بالأمر المأمور به، ومن ذلك قوله تعالى: 


{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.


التّعجيز: وذلك عندما يُؤمر المخاطب بما لا يستطيع فعله، هنا يكون طلبًا للتّعجيز، ومن ذلك قوله تعالى:


{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ}.


النصح والإرشاد: وهو ما جاء باقتراحٍ على صيغة الأمر، فهو ليس مُلزَم التّنفيذ، ومن ذلك قوله تعالى: 


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}.


 أمثلة على الأمر أسلوب الإنشاء الطلبي


مثال على فعل الأمر:

عِشْ عَزيزًا أَو مُت وَأَنتَ كَريم 

بين طعنِ القَنا وخفْقِ البنود 


مثال على فعل مضارع مسبوق بلام الأمر:

فمَن شاءَ فَليَبخُلْ، وَمن شاءَ فليَجُد 

كَفاني نَداكمْ من جَميعِ المَطالبِ 


مثال على اسم فعل الأمر: 

إليكَ عنّي. 


مثال على المصدر النائب عن فعله:

 صبرًا على البلوى.

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات