📁 آخر الأخبار

الطَّيُّ وَالنَّشْرُ مِنَ المحسّنات البديعيّة المعنويّة

مِنَ المحسّنات البديعيّة المعنويّة الطَّيُّ وَالنَّشْرُ

هُوَ: أَنْ يُذْكَرَ مُتَعَدِّدٌ،ثُمَّ يُذْكَرُ ما لِكُلٍّ مِن أَفرادِهِ شائِعًا مِن غَيْرِ تَعْيِين، اعتِمادًا عَلى تَصَرُّفٍ السّامِعِ في تَمْييزِ ما لِكُلِّ واحِدٍ مِنها،وَرَدِّهِ إِلَى ماهُوَ لَهُ، وَهُوَ نَوْعان:


❇٠١إِمّا أَنْ يَكونَ النَّشْرُ فيهِ عَلَى تَرْتِيبِ الطَّيّ،نحو قَوْل اللهِ تَعَالَى:

((وَمِنْ رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)).القصص/٧٣.

فَقَد جَمَعَ بَيْنَ اللّيلِ وَالنّهار،ثُمَّ ذَكَرَ: «السُّكون لِلَّيْل،وَابتِغاءَ الرّزق لِلنّهار» عَلَى التَّرتِيب.


وَكَقَوْلِ شاعِر:

عُيونٌ وَأصداغٌ وَفَرْعٌ وَقامةٌ

وَخالٌ وَوَجناتٌ وَفرقٌ وَمرشفُ

سُيوفٌ وَرَيْحانٌ وَلَيْلٌ وَبانَةٌ

وَمِسْكٌ وَياقوتٌ وَصُبْحٌ وَقَرْقَفُ


وَكَقَوْلِ غَيْرِه:

فِعلُ المُدامِ وَلَونُها وَمَذاقُها

في مُقْلَتَيْهِ وَوَجْنَتَيْهِ وَريقِهِ


٠٢وَإِمّا أَنْ يَكونَ النَّشْرُ عَلَى خِلافِ تَرْتِيبِ الطَّيّ،كَقَوْلِهِ تَعَالَى: 

((فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ...)).

[الإسراء:١٢].

 ذكرَ ابتغاءَ الفضل لِلثّانِي،وعلم الحساب لِلأوَّل،عَلًى خِلافِ التَّرْتِيب.


وَكَقَوْلِهِ:

وَلَحْظُهُ وَمُحَيّاهُ وَقامَتُهُ 

بَدْرُ الدُّجى وَقَضيبُ البانِ وَالرَّاحِ


فَبَدْرُ الدُّجى راجِعٌ إلى «المُحَيّا»الَّذِي هُوَ الوَجْهُ،وَ«قَضيبُ البانِ»راجِعٌ إلى «القامَة»،وَالرّاحُ راجِعٌ إلى«اللَّحْظِ»؛ وَيُسَمّى(اللَّفُّ وَالنَّشْر)أَيْضًا.

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات