العلم المحلى ب ال
* العَلَم المحلى بـ(ألـ) وضعًا يتجرد منها وجوبا حين النداء؛ فننادي العباس والحارث والنعمان بقولنا: (ياعباسُ، وياحارثُ، ويانعمانُ). فإن أردنا نداء ما فيه (ألـ) توصلنا إلى ذلك بندائه (أيها) للمذكر، و(أيتها) للمؤنث، وتبقيان مع التثنية والجمع بلفظ واحد، أوبنداء اسم إشارة مراعيًا فيه التذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع؛ كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ). (التحريم: 9).
وقوله تعالى: (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ). (يوسف:70).
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ) . (الحج: 1).
وقوله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ). (الفجر: 27).
ومثال التوصل الى المنادى المحلى بـ(ألـ) واسم الإشارة قوله: (ياهذه الدنيا أطلّي واسمعي، ياهذا الرجل، ياهؤلاء النساء، ياهذان الرجلان، ياهاتان البنتان). ياأيها النبي: يا: حرف نداء مبني على السكون لامحل له من الإعراب. أيُّ: منادى مبني على الضم لأنه بحكم النكرة المقصودة وهو في محل نصب بفعل النداء المحذوف تقديره: أدعو أوأ نادي، والهاء: للتنبيه حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب، النبيُّ: نعت أوعطف بيان على (أيُّ) ونعت المنعوت أووالمعطوف على المبني على الضم مبني على الضم مثله وعلامة بنائه الضمة الظاهرة على آخره. أوْهو نعت أوعطف بيان على محل إعراب (أيّ) ومحله النصب ونعت المنعوت أووالمعطوف على المنصوب منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.وعليه تعدل حركة (النبيُّ) من الضم إلى الفتحة (النبيَّ). ياهاتان: يا: حرف نداء مبني على السكون لامحل له من الإعراب، الهاء للتنبيه حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب، تان: اسم إشارة منادى مبني على الألف نيابة عن الضم لأنه مثنى وهو في محل نصب بفعل النداء المحذوف تقديره أدعو أوأنادي. البنتان: نعت أوعطف بيان على تان ونعت المبني أوْوالمعطوف على المبني على الضم مبني على الضم مثله وعلامة بنائه الألف لأنه مثنى. أوْهو نعت أوعطف بيان على محل إعراب تان ومحله النصب ونعت أوْوالمعطوف على المنصوب منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى وعليه تعدل الجملة إلى (ياهاتان البنتين).
ورأى آخرون أن إعراب الاسم الواقع بعد (أيها): بدل من (أي) أونعت لـ(أي). ومثل ذلك الاسم المعرف بـ(ألـ) الواقع بعد اسم الإشارة. يرى بعضهم أن يعامل (أيها واسم الإشارة) اللذان يستعان بهما للتوصل إلى المنادى المعرف بـ(ألـ) بأنهما حرفان يتوصل بهما إلى المنادى المعرف بـ(ألـ) وحينئذٍ يعرب الاسم الذي بعدهما: منادى مبني على الضم لأنه بحكم النكرة المقصودة. (وهذا للتسهيل) ليس غير.
تنبيــــــــــــــــه:
لا يأتي بعد (أيها) أو(أيتها) إلا الاسم المعرف بـ(ألـ) أواسم الإشارة متبوعا بمعرف بـ(ألـ)؛ مثل: ياأيهذا العالم، أيهذا الشاكي وما بك داء. ولا يأتي بعد المنادى الإشارة إلا المحلى بـ(ألـ): يا هذه المرأة. ياهؤلاء الرجال.
أما إذا كان المنادى لفظ الجلالة، فإن(ألـ) تبقى وتقطع همزتها وجوبا؛ مثل: (يا ألله) والأكثر معه حذف حرف النداء والتعويض منه بميم مشددة مفتوحة للدلالة على التعظيم؛ مثل: (اللهمّ ارحمنا).
ولايجوز أن تُوصف (اللهم) لاعلى اللفظ ولاعلى المحل؛ لأنه لم يُسمَع. أما قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ). (الزمر: 46).
فهو على نداء آخر والتقدير: (اللهم يافاطرالسموات والأرض).
اللهم: الله: لفظ الجلالة: منادى مبني على الضم في محل نصب بفعل النداء المحذوف تقديره أدعو أوأنادي. والميم: عوضا عن حرف النداء المحذوف حرف مبني على الفتح لامحل له من الإعراب. والتقدير: (ياألله). وتستعمل اللهم على ثلاثة أوجه:
1. أن تكون للنداء المحض في ظاهرها وللدعاء في جوهرها؛ مثل:اللهم ارحمنا.
2. أن يأتي بها المجيب تمكينا للجواب في نفس السامع كأن يقال لك: (أزيدٌ كتب درسه)؟ فتجيب: (اللهم نعم).
3. أن تستعمل للدلالة على الندرة وقلة وقوع المذكور معها، كقولك للبخيل: (إن الأمة تعظّمك، اللهم إن قدّمْتَ شيئا من مالك في سبيلها).
* لايجوز نداء ضميرَيّ التكلم والغيبة ألبتة؛ فلا يقال: (ياأنا، ياإيّاي، ياهو).
وأما نداء ضمير الخطاب؛ ففيه خلاف؛ قصره بعضهم على الشعر، واختارآخرون أنه لا يُنادى ألبتة، وإذا ناديت ضمير الخطاب؛ فأنت بالخيار: إن شئت أتيت به ضمير رفع أوضمير نصب: (ياأنت، ياإياك) وفي كلتا الحالتين، فالضمير مبني على ضم مقدّر منع من ظهوره حركة بناء الضمير الأصلية وهو في محل نصب، كما في (يا سيبويه واسم الإشارة)؛ لأنه مفردٌ معرفة.
* يجوز حذف حرف النداء بكثرة، إذا كان(يا) دون غيرها؛ كقوله تعالى: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ). (يوسف: 29). والتقدير يايوسف.
ولايجوز حذف حرف النداء من المنادى المندوب والمنادى المستغاث والمنادى المتعجب منه والمنادى البعيد لأن القصد إطالة الصوت والحذف ينافيه. وقَلّ حذفه من اسم الإشارة ومن النكرة المقصودة بالنداء، وأقلّ من ذلك حذفه من المشبه بالمضاف ومن النكرة غير المقصودة.
* قد يحذف المنادى بعد (يا)؛ كقوله تعالى: (يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ). (القصص:79).
والتقدير (ياقومِ، ليت لنا).
ورأى معظم النحاة أن (يا) أصلها حرف نداء، فإن لم يكن منادى بعدها كانت حرفا يقصد به تنبيه السامع إلى ما بعدها، إلا إذا جاء بعدها فعل أمر فهي حرف نداء والمنادى محذوف؛ مثل: ألا يااسمعوا. والتقدير: ألا ياقوم اسمعوا. وإلا فهي حرف تنبيه؛ كقوله تعالى: (قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ). (يس: 26).
* نداءالاستغاثة: هو نداء مَن يُعِين مِن دفع بلاء أوشدة؛ مثل: يالَلأقوياء لِلضعفاء. والمطلوب منه الإعانة يسمى (مستغاثا)، والمطلوب له الإعانة يسمى (مستغاثا له). ولايستعمل للاستغاثة من أحرف النداء إلا (يا) ولايجوز حذفها ولاحذف المستغاث.
أما المستغاث له؛ فيجوز حذفه؛ مثل: (يالَله)! وللمستغاث ثلاثة أوجه:
1. أن يُجَرّ بلام زائدة واجبة الفتح؛ مثل: (يالَقومي: من للندى والسَّماح).
يالقومي: يا: حرف نداء مبني على السكون لامحل له من الإعراب، اللام: حرف جر زائد مبني على الفتح لامحل له من الإعراب، قوم: مجرور لفظا بحرف الجر الزائد (اللام) في محل نصب بفعل النداء المحذوف تقديره: (أدعو أوأنادي أوأستغيث) وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
ولاتكسر هذه اللام إلا إذا تكرر المستغاث غير مقترن بـ(يا)؛ كقول الشاعر:
يبكيك ناءٍ بعيدُ الدار، مغتربٌ يالَلْكُهولِ وللِشُبّانِ لِلْعَجَبِ
2. أن يختم بألف زائدة لتوكيد الاستغاثة؛ كقول الشاعر:
يـــايزيدا لآمــلِ نَيْلِ عــزٍّ وغنى بعــد فاقة وهوان!
يزيدا: منادى علم مفرد مبني على ضم مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالفتحة العارض لمناسبة الألف الزائدة لتوكيد الاستغاثة، وهو في محل نصب بفعل النداء المحذوف تقديره: (أدعو أوأنادي أوأستغيث).
(وجملة النداء- دائما-لامحل لها من الإعراب لأنها ابتدائية).
3. أن يبقى المستغاث على حاله؛ كقول الشاعر:
ألا يــاقومُ لَلْعَجَب العجيب ولِلْغفلات تعرض للأديب!
قوم: منادى مبني على الضم الظاهرعلى آخره لأنه مفرد(غير مضاف ولا شبيه بالمضاف) نكرة مقصودة وهو في محل
نصب بفعل النداء المحذوف تقديره أدعوأوأنادي أوأستغيث.
* وأما المستغاث له، فإن ذُكر في الكلام، وجب جرُّه بـ(لام) مكسورة دائما؛ مثل: (ياخالد لِلْمَظلوم)!
وقد يُجَرّ بـ(مِن)؛ كقول الشاعر:
يالَلرِّجال ذوي الألباب من نفر ***** ايبرح السَّفَهُ المُرْدِي لهم دينا!
ولام المستغاث له: حرف جر أصلي بلا نزاع، وكذلك: (مِن) التي تجر المستغاث له، فهي حرف جر أصلي، وهما متعلقان إما بالفعل النائبة عنه (يا) وإما (يا) نفسها.
* والمتعجب منه كالمستغاث به في أوجهه الثلاثة؛ مثل: يالَلنار! يا نارا! يا نارُ!