📁 آخر الأخبار

همزة الاستفهام مع الفعل الماضي

 همزة الاستفهام مع الفعل الماضي

.

هناك فرقٌ بين سؤالك (أَكَتَبْتَ الدرْسَ؟) وبين سؤالك (أَأَنْتَ كَتَبْتَ الدرْسَ؟).

السؤالُ واقعٌ على (الكلمة) بعد أداة الاستفهام (الهمزة).

.

ففي المثال الأوَّل (أَكَتَبْتَ الدرْسَ؟): أنْتَ لا تَعْلَمُ إنْ كُتِبَ الدرسُ أو لا. وتسأل المخاطَب إنْ كان كَتَبَه.

.

وفي المثال الثاني (أَأَنْتَ كَتَبْتَ الدرْسَ؟): أنت تَعْلَمُ أنَّ الدرسَ قَدْ كُتِب، ولكنْ لا تَعْلَمُ مَنْ كَتَبَه. فتسأل المخاطَب إنْ كان هو الكاتب.

.

فأداة الاستفهام (الهمزة) قد يقع بعدها (فعل) أو (اسم). وفرق بين الحالَتَيْن.

يقول عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز: "فإنَّ مَوْضِعَ الكلامِ عَلَى أنَّكَ إذا قلتَ: (أَفَعَلْتَ؟)، فَبَدَأْتَ بالفعل كان الشَّكُّ في الفعل نفسِه، وكان غَرَضُك مِن استفهامِكَ أنْ تَعْلَمَ وُجُودَهُ، وإذا قُلْتَ: (أَأَنْتَ فَعَلْتَ؟)، فَبَدَأْتَ بالاسم كان الشَّكُّ في الفاعِلِ مَنْ هو، وكانَ التردُّدُ فيه".


همزة الاستفهام مع الفعل المضارع:

هناك فرقٌ بين سؤالك (أَتَضْرِبُ أخاك؟) وبين سؤالك (أَأَنْتَ تَضْرِبُ أخاك؟).

إذا كان مقصودُ المتكلم أنَّ الفعل المضارع (يضرب) يقع في الزمن الحالي وليس المستقبل (أي: الضرب قد وقع الآن) فإنَّ هذه الحالة شبيهة بما ذُكر مع الفعل الماضي. والفرقُ بين الجملتين كما يلي:

ففي المثال الأوَّل (أَتَضْرِبُ أخاك؟): أنت تطلُبُ اعترافا بوجود الضرب. فأنت تسأل كأنَّكَ لا تعلم إنْ حَصَلَ الضرْبُ أو لا. (في هذه الحالة: الاعتراف أو الإقرار يدور حول وجود الضرب).

وفي المثال الثانـي (أَأَنْتَ تَضْرِبُ أخاك؟): أنت تطلُبُ اعترافا بأن المخاطَب هو الضارب. فأنت تسأل كأنك لا تعلم إنْ كان المخاطَب هو الضارب أو غيره. (في هذه الحالة: الاعتراف أو الإقرار يدور حول مَنْ قام بالضرب لأنَّ الضرب قد حصل). 

.

وإذا كان مقصودُ المتكلم أنَّ الفعل المضارعَ (يضرب) يقعُ في الزمن المستقبل (أي: الضرب سيقع في المستقبل) فإنَّ هذه الحالة تَعني إنكار اللَّفظ الواقع بعد الاستفهام. والفرقُ بين الجملتين كما يلي:

ففي المثال الأوَّل (أَتَضْرِبُ أخاك؟): أنت تُنكر وجود الضرب في المستقبل. فتزعم أن الضرب لن يوجد أو أنَّه لا ينبغي أن يوجد.

وفي المثال الثاني (أَأَنْتَ تَضْرِبُ أخاك؟): أنت تُنْكر أن يكون المخاطب هو مَنْ سيضرب (وأنت هنا لا تُنكر وجود الضرب في المستقبل، بل تُنكر أن يكون المخاطب هو مَنْ سيضرب في المستقبل).

.

يقول عبد القاهر الجرجاني: "والقول في ذلك أنّك إذا قلت: (أتفعل؟) و(أأنت تفعل؟)، لم يَـخْلُ مِنْ أنْ تُرِيدَ الحالَ أو الاستقبال:  

- فإنْ أَرَدْتَ الحال: كانَ المعنى شبيهاً بما مضى في الماضي، فإذا قُلت: (أتفعل؟) كان المعنى على أنّك أردتَ أنْ تُقرِّرَه بفعل هو يفعله، وكنت كَمَنْ يُوهِم أنَّه لا يَعلم بالحقيقة أنَّ الفعلَ كائن، وإذا قُلْتَ: (أأنت تفعل؟) كان المعنى على أنَّكَ تريدُ أنْ تُقَرِّرَهُ بأنَّه الفاعل، وكان أمرُ الفعلِ في وُجُودِهِ ظاهِراً، بحيثُ لا تحتاجُ إلى الإقرار بأنَّهُ كَائِن.  

- وإنْ أردتَ بــ (تفعل) المستقبلَ: كان المعنى إذا بدأت بالفعل على أنَّك تعمَدُ بالإنكار إلى الفِعل نفسه، وتزعُمُ أنَّه لا يكونُ أو أنَّهُ لا ينبغي أن يكون... فإن بدأت بالاسم فقلت: «أأنت تفعل؟» أو قلت: «أهو يفعل؟»، كنتَ وَجَّهْتَ الإنكار إلى نفسِ المذكور، وأَبَيْتَ أنْ تكونَ بموضعِ أنْ يجيء منه الفعلُ وممَّنْ يجيءُ منه، وأن يكونَ بتلك المثابة".

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات