الجناس المعنوي I بسطتهالك bassthalk
أقسام الجناس المعنوي
1 ـ جناس الإضمار : وَ هو أن يأتي بلفظ يحضر في ذهنك لفظاً آخر ، وَ اللفظ الآخر يُراد به غير معناه بدلالة السياق ، كقوله :
فهو إذا رأته عين الرائي
أبــو معاذ أو أخو الخنساء
فإن المراد بأبي معاذ : ( جبل ) وَ بأخ الخنساء : (صخر) وَ ليس بمراد ، وَ انما المراد: ذم المقصود بأنه كالصخر .
جناس الإشارة
2 ـ جناس الإشارة : وَ هو ما ذكر فيه أحد اللفظين وَ أشير للآخر بما يدلّ عليه ، كقوله :
يا حمزة اسمح بـوصل
وَ امـنن علينا بقــرب
في ثغرك اسمك أضحى
مــصحّفاً وَ بقلـبي
أراد ( الخمرة ) وَ ( الجمرة ) إذ هما مصحفا حمزة .
جناس التصحيف
التصحيف : وَ هو التشابه بين كلمتين أو أكثر خطّأ ، وَ الفارق النقط ، كـ(التحلّي) و(التخلّي) وَ (التجلي).
جناس الازدواج
الازدواج : وَ هو تجانس اللفظين المجاورين ، نحو : (من لجّ ولج) وَ (من جدّ وجد).
السجع
السجع : هو توافق الفاصلتين أو الفواصل في الحرف الأخير وَ الفاصلة في النثر كالقافية في الشعر وَ موطن السجع النثر ، وأحسنه ما تساوت فقراته ، كقوله تعالى : ( في سدر مخضود وَ طلح منضود وَ ظلّ ممدود ) وإن لم تتساو فقراته فالأحسن ما طالت فقرته الثانية نحو قوله تعالى: ( وَ النجم إذا هوى ، ما ضلّ
صاحبكم وَ ما غوى) أو طالت فقرته الثالثة، نحو قوله تعالى: ( خذوه فغلّوه ، ثمّ الجحيم صلّوه ، ثمّ في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه ) ولا يحسن العكس بأن تطول الفقرة الأولى دون الثانية ، أو الثانية دون الثالثة ، لأن السامع ينتظر بقيتها ، فإذا انقطع كان كالمبتور .
التشطير
التشطير : وَ هو جعل كل من شطري البيت مسجوعاً سجعة مخالفة للسجعة الّتي في الشطر الآخر ، وَ هذا يكون على القول بعد اختصاص السجع بالنثر ، كقوله :
تدبير معتصم بالله منتقم
لله مــرتغب في الله مرتقب
فالشطر الأول سجعته مبنيّة على الميم وَ الثاني على الباء .
الموازنة
الموازنة : وَ هي تساوي الفاصلتين في الوزن فقط لا في التقفية ، نحو قوله تعالى : ( وَ نمارق مصفوفة ، وَ زرابيّ مبثوثة) فإن كلمة (مصفوفة) متفقة مع كلمة (مبثوثة) في الوزن ، لا في التقفية .
الترصيع
الترصيع : وَ هو توازن الألفاظ مع توافق الاعجاز ، أو تقاربها ، وَ مثال التوافق قوله تعالى : ( إنّ الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم ) .
ومثال التقارب قوله تعالى : ( وآتيناهما الكتاب المستبين ، وهديناهما الصراط المستقيم )
التشريع
التشريع : وَ يسمّى (التوشيح) وَ (ذا القافيتين) أيضاً ، وَ هو بناء البيت على قافيتين أو أكثر ، يصح الوقوف على كلّ واحد منها ، كقوله :
يا خـاطب الدنيا الدنية انها
شرك الــردى وقرارة الأكدار
دار إذا ما أضحكت في يومها
أبكت غداً تبّاً لها مــــن دار
فيصح الوقوف على (الردى) وَ (غدا) فتنقلب الأبيات من (بحر الكامل) وتكون من (مجزوء الكامل) وَ تقرأ هكذا :
يا خاطب الدنيـا الد
نـيّة إنها شَرَك الــردى
دار إذا مـا أضحكت
فــي يومها أبكت غداً
لزوم ما لا لزم
لزوم ما لا يلزم : وَ يسمّى الإلزام وَ التضمين وَ التشديد وَ الإعنات أيضاً ، وَ هو أن يجيء قبل حرف الرويّ - في فاصلتين وأكثر أو بيتين وأكثر - بحرف لا يتوقّف السجع عليه ، كقوله تعالى: ( فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر ) .
وَ كقوله :
أصالة الرأي صانتني عن الخطل
وحليــة الفضل زانتني لدى العَطَل
فالراء في الآية واللام في الشعر، حروف الروي ، وَ قد جيء قبل الراء بالهاء وَ قبل اللام بالطاء ، وَ هو غير لازم لتحقّق السجع بدون ذلك .
ردّ العجز على الصدر
ردّ العجز على الصدر : وَ هو أن يعاد ما بدأ به الاخير ، كقوله تعالى: ( و تخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) .
وَ قوله :
سريع الى ابن العم يلطم وجهه ولــيس إلى داعي الندى بسريع
ما لا يستحيل بالانعكاس
مالا يستحيل بالانعكاس ، وَ يسمّى : القلب المستوي كما مرّ في جناس القلب ، وَ هو : أن يقرأ عكساً كما يقرأ طرداً : ( دام علاء العماد ). وَ نحو : ( كن كما أمكنك ) فإنه إذا قرئ عكساً من الأخير إلى الأول كان أيضاً : (دام علاء العماد) وَ (كن كما أمكنك ) .
المواربة
المواربة : وَ هي أن يجعل المتكلّم كلامه بحيث يمكن تغييره بتصحيف وَ نحوه ، كما يحكى عن أبي نواس أنّه كتب على باب قصر هارون العباسي البيت التالي :
لقد ضاع شعري على بابكم
مـا ضاع عقد على خالصة
فلما أنكر عليه هارون ذلك ، مسح هلال العين ، فصار البيت كالتالي :
لقد ضاء شعري على بابكم
كمـا ضاء عِقد على خالصه
ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ
ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ : وَ هو أن يؤتى في العبارة بألفاظ من واد واحد في الأنس وَ الغرابة ونحوهما، نحو : (ما لكم تكأكأتم عليّ افرنقعوا) جمع بين غريبين (تكاكأتم) وَ (افرنقعوا) .
التسميط
التسميط : وَ هو أن يجعل الشاعر بيته على أربعة أقسام ، كقوله :
فنحن في جزل ، وَ الروم في وجل
وَ البـرّ في شغل ، وَ البحر في خجل
الانسجام
الانسجام : وَ يسمّى (السهولة) أيضاً ، وَ هو سلامة الألفاظ وَ المعاني مع جزالتهما وَ تناسبهما ، كقوله تعالى : ( كلٌّ في فلك يسبحون ) وَ كقوله :
ما وهب الله لامرئ هبة
أفضلَ مـن عقله ومن أدبه
هما كمال الفتى فإن فقدا
ز ففقـده للحياة أليق بـه
الاكتفاء
الاكتفاء : وَ هو أن يحذف بعض الكلام لدلاله العقل عليه ، كقوله :
قالت بنات العم يا سلمى وإن
كان فقيراً معدماً قالت وإن
أي : وإن كان فقيراً معدماً .
التطريز
التطريز : وَ هو أن يكون صدر الكلام مشتملاً على ثلاثة أسماء مختلفة المعاني ، وَ يكون العجز صفة مكررة بلفظ واحد ، كقوله :
وتسقيني وتشرب من رحيق
خليق أن يُلقّب بــالخلوق
كـأن الكأس فـي يدها وفيها
عقيق في عقيق في عقيق