شعور المرأة بالغيرة من جارتها
سائلة تسأل زوجي تزوج علي وأنا أشعر بالغيرة فكيف أتحكم في مشاعري السلبية تجاه زوجي؟
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
أما بعد:
فالجواب: أن غيرة المرأة من جارتها أمر طبيعي ذلكم أنها لا تريد المشاركة في زوجها بل تريده خاصا بها وأولادها لكن على من تغار من جارتها أن تعلم أن هذا حكم الله عزوجل حين أباح التعدد للزوج لحكمة هو أعلم بها لأنه العليم بأحوال عباده وما ينفعهم وما يضرهم في حياتهم وعلى من تغار أن تؤمن بما كتبه الله ففي ذلك خير لها قد تكون الزوجة الوحيدة ولكنها لا تشعر بالطمأنينة ولا معنى للحياة إذا تزوجها رجل لا يحقق لها هذه الطمأنينة.
وتنتفي الغيرة حين يعدل الزوج بين زوجيته أو زوجاته فهذا حق لهن فرضه الله عليه بقوله جل في علاه:" وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا"(النساء:3) والمعنى أن العدل بين الزوجات واجب فلا يجوز للزوج أن يفرق بينهن في المأكل والمشرب والمعاشرة وإذا تحقق العدل بينهن انتفت الغيرة أو ضعفت فعلى الأخت السائلة أن تشعر بالرضاء وتكسب الأجر.
والله تعالى أعلم
رسائل ومسائل في الفقه
الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن حسن النفيسة
