📁 آخر الأخبار

الاستثناء شرح متن الاجرومية

الاستثناء 

المتن: قال - رحمه الله - (بَابٌ الاِسْتِثْنَاءُ: وَحُرُوفُ الِاسْتِثْنَاءِ ثَمَانِيَةٌ، وَهِيَ إِلَّا، وَ غَيْرُ، وَ سِوَى، وسُوًى، وَسَوَاءَ، وَ خَلَا، وَعَدَا، وَحَاشَا).


الاستثناء شرح متن الاجرومية


الشرح:

الاستثناء من الثني، وهو الكف و الرد، والإخراج، تقول: استثنيت فلانًا من الحاضرين أي أخرجته منهم، هذا لغة، أمّا في النحو فهو أن تصدر حكمًا يشمل عدّة عناصر، ثم تخرج عنصرًا أو أكثر، كأن تقول (حضر الأقارب إلا العمَّ)، فأنت عندما قلت: (حضر الأقارب) حكمت عليهم أنّهم حضروا كلهم، فلمّا قلت (إلا العمَّ) أخرجت العم من هذا الحكم.

أسلوب الاستثناء يتكوّن من ثلاثة أركان، وإذا تأمّلنا الجملة السابقة: (حضر الأقاربُ إلا العمَّ)، وجدنا: أداة الاستثناء (إلا)، المستثنى (العمَّ)، المستثنى منه (الأقاربُ). 

قال المؤلّف - رحمه الله- أنّها ثمانية حروف، والحقيقة أنّها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

١- (إلا، وهي حرف)

٢- (غير - سِوَى - سُوًى - سواء، وهي أسماء)

٣- (عدا - خلا - حاشا، وتكون حروفًا و تكون أفعالًا).

١- المستثنى بإلاَّ:

 المتن: قال - رحمه الله - (فَالْمُسٔتَثْنَى بِإِلَّا يُنْصَبُ إِذَا كَانَ الْكَلَامُ تَامًّا مُوجَبًا، نَحْوُ: قَامَ الْقَوْمُ إِلَّا زَيْدًا، وَخَرَجَ النَّاسُ إِلَّا عَمْرًا، وَإِنْ كَانَ الْكَلَامُ مَنْفِيًّا تَامًّا، جَازَ فِيهِ الْبَدَلُ وَ النَّصْبُ عَلَى الاِسٔتِثْنَاءِ، نَحْوُ: مَا قَامَ الْقَوْمُ إِلَّا زَيْدٌ وَإِلَّا زَيْدًا، وَإِنْ كَانَ الْكَلَامُ نَاقِصًا كَانَ عَلَى حَسْبِ الْعَوَامِلِ، نَحْوُ: مَا قَامَ إِلَّا زَيْدٌ، وَمَا ضَرَبْتُ إِلَّا زَيْدًا، وَمَا مَرَرْتُ إِلَّا بِزَيْدٍ)

الشرح:

يجب النصب إذا كان الكلام تامًّا مثبتًا، ما معنى تام؟ هو أن يكون المستثنى منه مذكورًا، أمّا مثبتًا فمعناها ألا يكون منفيًّا، قال تعالى - (فشربوا منه إلا قليلًا منهم)، فكلمة (قليلًا) مستثنى منصوب، ولا يمكن أن يكون غير ذلك، لأن الكلام تام، فالمستثنى منه مذكور، وهو الضمير المتّصل (الواو) في الفعل (شربوا)، ويدل على قوم موسى - عليه السلام - لمّا كانوا مع طالوت، في طريقهم لملاقاة جالوت، والكلام مثبت لأن الفعل (شربوا) لم يسبق بنفي.

٢- يجوز النصب ويجوز الاتباع إذا كان الكلام تامًْا منفيًّا، يعني أن يكون المستثنى منه مذكورًا، لكن الكلام يكون منفيًّا، ففي قولك: (لم يحضرْ الأقاربُ إلا العم)، يجوز النصب (إلاَّ العمَّ)، ويجوز الاتباع (إلاَّ العمُّ) فتكون كلمة (العمُّ) بدلًا من (الأقاربُ)، قال تعالى (ما فعلوه إلا قليلٌ منهم) فكلمة (قليلٌ) بدل من الواو في الفعل (فعلوه)، وفي قراءة أخرى (ما فعلوه إلا قليلًا منهم) هنا كلمة (قليلًا) مستثنى منصوب، فجاز الوجهان إذن.

٣- يجب الاتباع إذا كان الكلام ناقصًا منفيًّا، كيف ذلك؟ يكون ناقصًا معناه أنّ المستثنى منه غير مذكور، و منفي يعني عكس مثبت، قال تعالى - (وما يجحد بآياتنا إلا كلُّ ختار كفور)، فهنا كلمة (كلُّ) مرفوعة لأنّها فاعل، فكأن أداة الاستثناء (إلا) غير موجودة.

تعليقات