بحث في أقسام المنادى وأحكامه
أولا : حكم المنادى المفرد المعرفة
والنكرة المقصودة بالنَّداء
وَابْنِ الْمُعَرَّفَ الْمُنَـادَى الْمُفْرَدَا عَلَى الَّذِى فى رَفْعِهِ قَدْ عُهِـدَا
س5- اذكر أقسام المنادى .
ج5- المنادى إما أن يكون مفرداً ، وإما مضافاً ، وإمَّا شبيهاً بالمضاف .
والمفرد : إما أن يكون معرفةً ( علماً ) وإما أن يكون نكرة مقصودة ، أو غير مقصودة . وقد أشار الناظم في هذا البيت إلى حكم المنادى المفرد المعرفة ، والنكرة المقصودة بالنداء . وسيأتي بيان بقية الأقسام ، وأحكامها .
س6- اذكر حكم المنادى المعرفة ، والنكرة المقصودة بالنداء .
ج6- حكم المنادى المعرفة ( العلم ) والنكرة المقصودة بالنداء : البناء على ما يرفع به ، نحو : يا زيدُ . فزيدُ : منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب مفعول به ؛ لأن المنادى مفعول به في المعنى ، وناصبه فعل مُضْمَر ، تقديره (أدعو) وقد ناب حرف النداء ( يا ) عن الفعل ، والأصل : أدعو زيداً .
ومن أمثلة المفرد العلم كذلك : يا محمدان . فمحمدان : منادى مفرد علم مبني على الألف ؛ لأن علامة الرفع في المثنى ( الألف ) ومنه : يا محمدون .
فمحمدون : منادى مفرد علم مبني على الواو ؛ لأن علامة الرفع في جمع المذكر السالم ( الواو ) وهذا هو معنى قولنا : يُبْنى على ما يُرفع به ( أي : يكون مبنيا على علامة الرفع الأصلية قبل أن يكون منادى ) .
ومن أمثلة النكرة المقصودة بالنداء : يارجلُ ، يارجلان ، يارجالُ ، يامُعَلّمون. وحكمها أيضاً : البناء على ما ترفع به .
* س7- ما المراد بالمنادى المفرد ؟
ج7- المراد بالمفرد : ما ليس مضافاً ، ولا شبيها بالمضاف ، فيدخل فيه المفرد حقيقة ، نحو : يا رجلُ ، يا زيدُ ؛ والمثنى : يا رجلان ، يا زيدانِ ؛ والجمع :
يا رجالُ ، يا زيدُون ؛ وذلك لأنها ليست مضافة ، ولا شبيهة بالمضاف .
حكم المنادى إذا كان
مبنيا قبل النداء
وَانْوِ انْضِمَامَ مَا بَنَوْا قَبْلَ النَّدَا وَلْيُجْرَ مُجْرَى ذِى بِنَـاءٍ جُدَّدَا
س8- ما حكم المنادى المبني قبل النداء ؟
ج8- إذا كان المنادى مبنيا قبل النداء بُنِيَ على ضَمًّ مقَدَّرٍ ، نحو : هذا ، وسيبويهِ ؛ فتقول : يا سيبويهِ . فسيبويهِ : منادى مبنى على ضمّ مقدّر ، منع من ظهوره البناء الأصلي على الكسر ، وهو في محل نصب مفعول به .
ويظهر أَثَرُ هذا البناء الجديد في التوابع ، فإذا جاء للمنادى تابع جاز في التابع الرفع مراعاة للضم المقدّر ؛ فتقول : يا سيبويهِ العالِمُ ، وجاز نصبه مُراعاة لمحل المنادى ؛ لأن أصله المفعول به ؛ فتقول : يا سيبويهِ العالِمَ ؛ وتقول : يا هذا العاقلُ ؛ ويا هذا العاقلَ ، فهو يَجْرِى مُجرى المنادى غير المبني قبل النداء ،نحو :
يا زيدُ العاقلُ ، ويا زيدُ العاقلَ .
وهذا هو معنى قول الناظم : " وَلْيُجْرَ مُجرى ذي بناء جُدَّدا "
ثانيا : حكم المنادى النكرة غير المقصودة بالنداء
وحكم المنادى المضاف ، والمنادى الشَّبيه بالمضاف
وَالْمُفْـرَدَ الْمَنْكُورَ وَالْمُضَافَـا وَشِبْهَهُ انْصِبْ عَادِماً خِلاَفـاً
س9- ما حكم المنادى إذا كان نكرة غير مقصودة ، أو كان مضافاً ، أو شبيهاً بالمضاف ؟
ج9- تقدّم أنّ المنادى إذا كان علماً مفرداً ، أو نكرة مقصودة بالنداء : يُبْنَى على ما يُرفع به . وذكر الناظم في هذا البيت : أنه إذا كان المنادى نكرة غير مقصودة بالنداء ،أو كان مضافا ،أو شبيها بالمضاف فحكمه: وجوب النصب .
فمثال النكرة غير المقصودة ، قول الأعمى : يا رجلاً خُذْ بيدي . فالنكرة
( رجلاً ) غير مقصودة ؛ لأنّ الأعمى لا يقصد رجلا بعينه .
ونحو قولك : يا نائماً استيقظ فقد حان وقت الصلاة .
ومنه قول الشاعر :
أَيَـا رَاكِباً إمَّـا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ نَدَامَايَ مِنْ نَجْرَانَ أَنْ لاَ تَلاَقِيَـا
ومثال المضاف : يا غَلامَ زيدٍ أَقْبِلْ ، ونحو : السَّلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .
ومثال الشَّبيه بالمضاف : يا طالعاً جبلاً لا تَخَفْ ، ونحو : يا جميلاً خُلُقُه ، ونحو : يا ثلاثةً وثلاثين اقرأْ كتابك ( وذلك إذا سَّميتَ به رجلا ) لأنّ العدد المعطوف حيننئذ يَصير عَلَماً .
* س10- ما المراد بالشبيه بالمضاف ؟
ج10- الشَّبيه بالمضاف ، هو الاسم الذي تأتي بعده كلمة تُتَمَّمُ معناه ، وتُعطيه معنى الإضافة .
وضابطه : أن يكون عاملا فيما بعده بأن يكون ما بعده فاعلا له ، نحو : يا جميلاً خُلُقه ، أو نائب فاعل ، نحو : يا مَذْمْوماً خُلُقُهُ ، أو مفعولا به ، نحو :
يا طالعاً جبلاً ؛ أو يكون معطوفا عليه ، نحو : يا ثلاثةً وثلاثين .