تقسيم الاستعارة إلى أصلية وتبعية
الاستعارة
تكون الاستعارة أصلية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه اسماً جامداً.
تكون الاستعارة تبعية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه مشتقّاً أو فعلاً.
كلّ تبعية قرينتها مكنية، و إذا أجريت الاستعارة في واحدة منهما امتنع إجراؤها في الأخرى.
قال المتنبي يصف قلماً:
يمُجُّ ظلاماً في نهارٍ لسانُهُ... ويفهمُ عمَّن قال ما ليس يسمعُ
فقد شبّه القلم(وهو مرجع الضمير في لسانه) بإنسان ثمّ حذف المشبّه به ورمز له بشيء من لوازمه، وهواللسان، فالاستعارة مكنية، وشبه المداد بالظلام بجامع السواد واستعير اللفظ الدال على المشبّه به للمشبه على سبيل الاستعارة التصريحية، وشبه الورق بالنهاربجامع البياض ثمّ استعير اللفظ الدال على المشبّه به على سبيل الاستعارة التصريحية.
لو تأملنا ألفاظ الاستعارات السابقة رأيناها جامدة غير مشتقة، ويسمى هذا النوع بالاستعارة الأصلية.
قال تعالى:(ولمّاسكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدًى ورحمةٌ للذين هم لربّهم يرهبون).
هنا شبّه انتهاء الغضب بالسكوت بجامع الهدوء في كلٍّ، ثمّ استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو السكوت للمشبّه وهو انتهاء الغضب ثمّ اشتقّ من السكوت بمعنى انتهاء الغضب سكت بمعنى انتهى
فألفاظ الاستعارة هنا مشتقة لا جامدة ويسمى هذا النوع من الاستعارة بالاستعارة التبعية، لأنّ جريانهافي المشتق كان تابعاً لجريانها في المصدر.
نتعلم من المثال الأخير"ولمّا سكت عن موسى الغضب"يجوز أن يشبه الغضب بإنسان ثمّ يحذف المشبه به ويرمز إليه بشيء من لوازمه وهو سكت فتكون "الغضب" استعارة مكنية..
وفي قول المتنبي في وصف الأسد:
وَرْدٌ إذا وردَ البحيرةَ شارباً.. وردَ الفراتَ زئيرُهُ و النِّيلا
"ورد الفرات زئيره" يجوز أن يشبه الزئير بحيوان ثمّ يحذف ويرمز إليه بشيء من لوازمه وهو ورد فيكون في زئيره استعارة مكنية، وهكذا كلّ استعارة تبعية يصح أن يكون في قرينتها استعارة مكنية غير أنّه لا يجوز إجراء الاستعارة إلّا في واحدة منهما لا في كلتيهما معاً.