📁 آخر الأخبار

محسنات الوصل وعيوبه I بسطتهالك bassthalk

 محسنات الوصل وعيوبه

من محسنات الوصل تناسب الجملتين في الاسمية والفعلية، وتناسب الجملتين الفعليتين في المضي والمضارعة، وفي الإطلاق والتقييد إلا لمانع، كما في الأمثلة السابقة.

ولهذا لا يحسن العدول عن ذلك في الوصل إلا لغرض. ومن هذه الأغراض أن يقصد التجدد في إحدى الجملتين والثبات في الأخرى، كقولك: أقام محمد وأخوه مسافر. هذا إذا أردت أن إقامة محمد تتجدد وسفر أخيه ثابت

مستمر، لأن الدلالة على التجدد تكون بالجملة الفعلية، وعلى الثبات بالجملة الاسمية.

ومن الأغراض أن يراد الإطلاق في إحدى الجملتين والتقييد في الأخرى كقوله تعالى: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ. فالجملة الأولى هي: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ مطلقة، والجملة الثانية وهي: وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ مقيدة، لأن الشرط «لو» مقيد للجواب فقضاء الأمر، أي قضاؤه بهلاكهم، مقيد بإنزال الملك.

ومن عيوب الوصل انعدام المناسبة بين المعطوف والمعطوف عليه، كقول أبي تمام:

لا والذي هو عالم أن النوى … صبر وأن أبا الحسين كريم

وإنما كان العطف في هذا البيت معيبا لأنه لا مناسبة في المعنى بين المعطوف والمعطوف عليه، إذ لا علاقة إطلاقا بين مرارة النوى وكرم أبي الحسين.

ومن هذا القبيل أن يقال مثلا: علي تاجر وأحمد مريض فهذا العطف معيب قبيح، إذ لا مناسبة بين الجملتين ولا رابطة في المعنى بين تجارة علي ومرض أحمد.

ولو قيل مثلا: علي طبيب وأحمد ممرض لصح العطف لوجود رابطة تجمع بين الجملتين، وهي هنا التماثل بين المسندين فيهما.

تعليقات