توكيد الفعل المضارع بالنّون
توكيد المضارع
توكيد الفعل بالنّون، يعني وضع النّون في آخره، وفق أحكام خاصّة، ويكون ذلك وجوباً أو جوازاً، أو ممنوعاً وفق التّصوّر الآتي:
يؤكّد الفعل المضارع بنون التّوكيد، وجوباً وفق تحقّق الشّروط الأربعة، وهي:
شروط توكيد الفعل المضارع بنون التوكيد
(1) أن يكون الفعل واقعاً في جواب القسم،
(2) أن يكون زمن الفعل مستقبلاً،
(3) أن يكون الفعل مثبتاً
(4) ألّا يفصل بين الفعل ولام التّوكيد فاصل،
فإذا توفرت تلك الشّروط كان توكيده بالنّون، أي مجيئها في آخر المضارع واجبة، وأمثلة ذلك:
و{تالله لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبّرين}
الفعل المضارع وقع جواباً لقسم، وزمنه استقبالي، لا حالي، وليس بين المضارع والقسم فاصل، والفعل مثبت لا منفي،
ونحو:{ولئن لم يفعل ما آمره به ليسجنن وليكونًا من الصاغرين{
ونحو:{تالله لتسألن عما كنتم تعملون}
ونحو:(كلّا لئن لم ينته لنسفعنّ بالنّاصية)،
فيمتنع توكيد المضارع بالنّون إذا نقص شرط أو أكثر،
نحو: (ورأيت النّاس يدخلون في دين الله أفواجاً)
حيث امتنع التّوكيدلأنّ المضارع لم يقع جواباً لقسم،
ونحو قوله تعالى:{{واللهُ يعلم إنَّك لَرسوله)
امتنع توكيد المضارع هنا لأنّه لم يقع جواباً لقسم،
فالجملة هنا خبرية ،
وفي نحو قوله تعالى:
{ولسوف يعطيك ربّك فترضى}
امتنع هنا لأنّ حرف التّسويف قد فصل بين القسم والفعل المضارع،
ونحو قوله سبحانه:{ما قلت لهم إلّا ما أمرتني به}
حيث امتنع التّوكيد هنا لأنّ الفعل ماضٍ، وليس مضارعاً،
في نحو:(والله لسوف أشرح الدّرس الآن)، حيث امتنع توكيد الفعل لدلالته على الحال، ووقع كذلك الفاصل “سوف” بين القسم والفعل المضارع، فامتنع التّوكيد لاختلال شرطين.
مواضع جواز توكيد المضارع بالنّون:
إذا سبقه طلب، جاز التّوكيد وعدمه، والطّلب يشمل : تمنٍّ وترجٍّ وعرضٌ وتحضيضٌ واستفهامٌ ونهيٌ،
👈ومن أمثلة ذلك:
لتصلّ الفريضة في وقتها
المضارع مسبوق بلام الأمر ولم يؤكد)
لتصلّين الفرائض في وقتها، أو لأحرقنّ عليك بيتك (فالمضارع هنا مسبوق بلام الأمر، وقد أكد بالنون جوازاً)،
👈ونحو: لا تُفْتِ دون علم (المضارع هنا مسبوق بلا النّاهية ولم يؤكد)، لكن يمكن توكيده، فنقول: لا تفتين دون علم فإن ذلك مهلكة (فالمضارع هنا مسبوق بلا الناهية، وقد أكد بالنون جوازاً)،
ونحو: هل تذهب إلى الجامعة؟
المضارع مسبوق بهل الاستفهاميّة ولم يؤكّد هنا
لكن أكّد في قوله تعالى:{هل يذهبنّ كيده ما يغيظ} المضارع مسبوق بهل الاستفهامية
وفي نحو: ليت كلّ مسلم يعرف فيؤدّيه بإخلاص وعزيمة المضارع هنا مسبوقا بليت التي تفيد التمنّي، ولم يؤكد لكنه أكّد هنا في قولنا:
ليت كل إنسان يعرفَنَّ واجبه فيؤديه بصدق المضارع مسبوق بليت التي تفيد التمني، أي تفيد إنشاء حصول الفعل على سبيل التمني،
، بينما في قولنا: لعلّ النّاس تدرك مهمّتها في الحياة فتعمل لها، المضارع هنا مسبوق بلعلّ الّتي تفيد التّرجّي، ولم يؤكّد
وفي العرض بألا في نحو قولنا: ألا تقرأنَّ القرآن فتعرف مطلوب دينك؟!
المضارع مسبوق هنا بألا التي تفيد العرض، وقد أكّد
، أما قولنا: ألا تفعل ما يطلبه والدك ولا تعصه؟
المضارع مسبوق هنا بألّا التي تفيد العرض، ولكنه لم يؤكّد
وفي استعمال أداة التّحضيض (هلَّا) يجوز كذلك التوكيد وعدمه،
نحو: هلا تصلينَّ العصر قبل أن يفوتك المضارع مسبوق هنا بهلَّا التحضيضية، وقد أكّد
ويمكننا كذلك أن نقول: هلا تغضّ بصرك عن رؤية ما لا يحل لك؟! فالمضارع هنا مسبوق بهلا التحضيضية، غير أنّه لم يؤكد.