متى يجوز تعدد الخبر في التركيب العربي ؟
متى يجوز تعدد الخبر في النحو ؟
الأصل في المبتدأ أن يخبر عنه بخبر واحد، كقولنا ( زيدٌ قائمٌ )، ف( قائم ) في التركيب المتقدم خبر واحد في اللفظ والمعنى للمبتدأ ( زيد )…
وفي المقام سؤال…
هل يجوز تعدد الخبر في اللفظ والمعنى مع كون المبتدأ واحدا في اللفظ والمعنى ؟؟؟
والجواب…
المسألة خلافية، وفيها قولان…
[( القول الأول )]-
يجوز تعدد الخبر في اللفظ والمعنى مع كون المبتدأ واحدا في اللفظ والمعنى، لأن الخبر حكم، ويجوز ان يحكم على الشيء الواحد بحكمين فأكثر…
وهذا القول هو المشهور بين أهل العربية…
ومثال ذلك، ( زيدٌ شاعرٌ كاتبٌ عالمٌ )، ف( زيدٌ ) مبتدأ مرفوع، و( شاعرٌ ) خبر أول للمبتدأ مرفوع، و ( كاتبٌ ) خبر ثانٍ للمبتدا مرفوع، و( عالمٌ ) خبر ثالث للمبتدأ مرفوع…
[( القول الثاني )]-
لا يجوز تعدد الخبر في اللغة العربية، وهذا القول هو قول ابن عصفور الاشبيلي…
فيجعل الخبر الأول هو خبر المبتدأ فقط، والخبر الثاني يعربه خبر لمبتدأ محذوف، والخبر الثالث يعربه خبر لمبتدأ محذوف...
ومثال ذلك، ( زيدٌ شاعرٌ كاتبٌ عالمٌ )، ف( زيدٌ ) مبتدأ مرفوع، و( شاعرٌ ) خبر المبتدأ ( زيد )، و( كاتبٌ ) خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير ( هو كاتب )، و( عالمٌ ) خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير ( هو عالمٌ )…
وفي المقام سؤال آخر…
تقدّم انّ المشهور بين أهل العربية جواز تعدد الخبر، وبناء على هذا القول، نسأل، هل يشترط الاتحاد في الخبر المتعدد، أي يكون الخبر الأول مفردا والخبر الثاني يكون مفردا، بحيث لايصح الاختلاف في الخبر المتعدد، أي لايجوز أن يكون الخبر الأول مفردا والخبر الثاني جملة، أو لا يشترط الاتحاد في الخبر المتعدد، فيجوز الاتحاد في الخبر المتعدد ويجوز الاختلاف في الخبر المتعدد ؟؟؟
والجواب…
المسألة خلافية، وفيها قولان…
[( القول الأول )]-
المشهور بين أهل العربية، عدم اشتراط الاتحاد في الخبر المتعدد، فيجوز أن يكون الخبران متحدين…
ومثال ذلك، قولنا ( زيدٌ كاتبٌ عالمٌ )، فالخبر الأول ( كاتبٌ ) مفرد لا جملة، وكذلك الخبر الثاني ( عالمٌ ) مفرد لا جملة…
ويجوز أن يكون الخبران مختلفين،فيكون الخبر الأول مفردا، ويكون الخبر الثاني جملة…
ومثال ذلك، قولنا ( زيدٌ عالمٌ يفعلُ الخيرَ )، ف( زيدٌ ) مبتدأ مرفوع، و ( عالمٌ ) خبر أول مرفوع للمبتدأ ( زيد )، و (يفعلُ ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره ( هو )، و ( الخيرَ ) مفعول به منصوب، والجملة الفعلية ( يفعلُ الخيرَ ) في محل رفع خبر ثانٍ للمبتدأ ( زيد )…
[( القول الثاني )]-
لايجوز الاختلاف في الخبر المتعدد، فلا يتعدد الخبر مختلفا بالإفراد والجملة، فيجب الاتحاد في الخبر المتعدد، فتقول في تعدد الخبر ( زيدٌ كاتبٌ شاعرٌ )، ف( كاتب ) خبر أول وهو مفرد، و ( شاعر ) خبر ثانٍ وهو مفرد، فحصل الاتحاد…
وامّا قولنا ( زيدٌ عالمٌ يفعلُ الخيرَ ) فليس من باب تعدد الخبر، ف( زيدٌ ) مبتدأ مرفوع، و ( عالمٌ ) خبر المبتدأ ( زيد )، وامّا الجملة الفعلية ( يفعلُ الخيرَ ) فليست خبرا ثانيا للمبتدأ، وانّما هي في محل رفع صفة للخبر ( عالم )…
وهذا القول هو قول أبي علي الفارسي