📁 آخر الأخبار

نداء الندبة

 درس المنادى

***********************

* نداءالندبة: هو نداء المُتَفجَّع عليه أوالمتوجع منه؛ مثل: (واأبتاه! وارأساه)!

*********
ولايجوز في الندبة حذف المنادى ولا حذف حرف النداء. ولايستعمل لنداء الندبة من الحروف إلا (وا) وقد تستعمل (يا) إذا أمن اللبس؛ مثل: (يارأساه)!. ولاتندب النكرات (إذ لامعنى لِأنْ يتوجع الإنسان على مجهول). ولاتندب المبهمات من المعارف كأسماء الإشارات والموصولات، إلا إذا كانت جملة الصلة مشهورة؛ مثل: وامَن فتح قدساه! وإنما تندب المعارف غير المبهمة؛ مثل: واخالداه!
وا: للندبة حرف نداء مبني على السكون لامحل له من الإعراب. مَن: منادى مبني على الضم المقدر لأنه مفرد معرفة منع من ظهوره حركة بناء الاسم الأصلية، وهو في محل نصب بفعل النداء المحذوف تقديره (أدعو أوأنادي أوأندب).
فتح: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو يعود على (مَن). قدساه: قدس: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره والألف زائدة: حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب، والهاء: للسكت حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب. واخالداه: وا: للندبة حرف نداء مبني على السكون لامحل له من الإعراب، خالد: منادى مبني على الضم المقدر لأنه علم مفرد منع من ظهوره فتحة المناسبة للألف، وهو في محل نصب بفعل النداء المحذوف تقديره: أدعو أوأنادي أوأندب. والألف: زائدة حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب، والهاء: للسكت حرف مبني على السكون لامحل لها من الإعراب.
ويجوز في الاسم المندوب ثلاثة أوجه:
1. أن يختم بألف زائدة لتأكيد التفجع أوالتوجع؛ مثل: (واكبدا! واولدا)! والتقدير (واكبدي! واولدي)! ولدا: منادى منصوب لأنه مضاف إلى ياء المتكلم المقدرة المحذوفة وهومضاف، والياء المحذوفة المقدرة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة والألف زائدة: حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب.
2. أن يختم بألف زائدة وهاء السّكت؛ مثل: (وارأساه). والتقدير: (وارأسي). وأكثر ما تزادالهاء في الوقف فإن وصلْتَ حذفتها إلا في الضرورة؛ كقول المتنبي:
واحر قلباهْ ممن قلبه شبم!
واحرَّ: وا: للندبة حرف نداء مبني على السكون لامحل له من الإعراب، حرّ: منادى منصوب لأنه مضاف وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو في محل نصب لفعل النداء المحذوف تقديره: (أدعو أوأنادي أوأندب).
قلباه: قلب: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها الألف المنقلبة عن ياء المتكلم، وياءالمتكلم المنقلبة ألفا: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والهاء: للسكت؛ حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب والأصل أن تبنى على السكون، ولك أن تبنيها على الضم تشبيها لها بهاء الضمير، أوْأن تكسرها على أصل التقاء الساكنين، والتقدير: (واحر قلبي).
وأجاز بعضهم إثباتها في الوصل مضمومة أومكسورة من غير ماضرورة.
3. أن ينادى نداءً عاديًّا (أي أن يبقى على حاله)؛ مثل: (واحسين)!
* المنادى المرخم: هو حذف آخر المنادى تخفيفا ويُطَّرد جوازالترخيم في شيئين:
1. المختوم بتاء التأنيث مطلقا؛ مثل: (يافاطمُ، ياهِبَ، ياحمزَ، ياشاعـــرَ، ياجاريَ) ترخيم (يافاطمة، ياهبة، ياحمزة، ياشاعرة، ياجارية).
2. العلم المذكر أوالمؤنث على شرط أن يكون غير مركب، وأن يكون زائدا على ثلاثة أحرف؛ مثل: (ياأحمَ وياجعفَ ويامنصو وياسلما) ترخيم (أحمد وجعفر ومنصور وسلمان). ولك أن تحذف حرفين بشرط أن يبقى من الاسم ثلاثة أحرف على الأقل؛ فنقول: (يامنص وياسلم) ترخيم (منصور وسلمان).
* ولك في المنادى المرخم وجهان: الوجه الأول: أن تبقيه على حاله قبل الترخيم وتقدرحركة البناء على الحرف المحذوف وهذا أجود الوجهين؛ مثل: ياأحمَ وياجعفَ. أحمَ: منادى مبني على الضم الظاهر على (الدال) المحذوفة والتقدير: (أحمد).
جعف: منادى مبني على الضم الظاهر على (الراء) المحذوفة والتقدير: (جعفر).
والوجه الثاني أن يبنى الحرف الأخير الباقي فيه على الضم؛ فنقول: ياأحمُ وياجعفُ.
ويسمون هذا الوجه لغة من لا ينتظر ويسمون الوجه الأول لغة من ينتظر، أي ينتظر لفظ الحرف الأخير لتظهر عليه حركة البناء.
ومعنى لغة من لاينتظر أي لاينتظر الحرف المحذوف بل يُعتمدُ مافي آخر الكلمة قبل الحذف فيبنيه على الضم.
* المنادى المضاف إلى ياء المتكلم وهو على ثلاثة أنواع:
1. إذا كان معتل الآخر مقصورا أومنقوصا ثبت معه الياء مفتوحة؛ مثل: يافتايَ ويامحاميَّ.
فتاي: فتى: منادى منصوب لأنه مضاف وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبنى على الفتح في محل جر بالإضافة.
محاميَّ: منادى منصوب لأنه مضاف وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل وهو مضاف. والياء المدغمة بياء محامي: ضمير متصل مبنى على الفتح في محل جر بالإضافة.
2. إذا كان صحيح الآخر، غير (أب ولا أم) جاز فيه أربعة أوجه:
الوجه الأول: وهو الأكثرحذف الياء وإبقاء الكسرة قبلها دليلا عليها؛ كقوله تعالى: (يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ).(الزمر:16).
والوجه الثاني: إبقاء الياء ساكنة؛ كقراءة قوله تعالى: (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ). (الزخرف: 68).
والوجه الثالث: إبقاء الياء ساكنة مع فتحها؛ كقوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ). (الزمر: 53).
والوجه الرابع: قلب الكسرة قبل الياء فتحة وقلب الياء ألفا؛ كقوله تعالى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ). (الزمر: 56).
حسرتا: منادى منصوب لأنه مضاف وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على التاء وهو مضاف والياء المنقلبة ألفًا: ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر بالإضافة.
أما إن كان المضاف أبا أوأمّا جازت فيه الأوجه الأربعة المتقدمة، كما يجوز فيه قلب الياء تاء مفتوحة؛ مثل: (ياأبتَ ياأُمَّتَ)، وكقراءة قوله تعالى: (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ). (الصافات: 102).
أبَتِ: منادى منصوب لأنه مضاف وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على الباء وهو مضاف، والتاء: للتأنيث حرف جاء عوضا عن الياء المحذوفة، والياء المحذوفة بعد قلبها ألفا ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر بالإضافة. (والأصل: [يا أبي] فقلبت الياء ألفا فأصبحت: [ياأبا] ثم حذفت الألف وعوض عنها بالتاء فأصبحت [ياأبتَ]). ويجوز فيه - أيضا- قلب الياء تاء مكسورة مثل:(ياأبتِ، ياأُمّتِ). وتبدل هذه التاء هاءً حين الوقف: (ياأَبَهْ، ياأُمّهْ).
وأُلحِقَ بذلك ابن عمي، ابن أمّي، ابنة عمي، ابنة أمّي. فجاز فيها إثبات الياء وحذفها مع كسر الآخر أوفتحه: (ياابن عمِّ ياابن عمَّ)، مع أن ياء المتكلم هنا لم يضف إليها منادى وإنما أضيف إليها ما أضيف إليه منادى فكان حقّها الإثبات أوحذفها والاجتزاء عنها بفتحة أوكسرة بل؛ حذفها أكثر من الإثبات؛ كقوله تعالى: (قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي). (الأعراف: 150).
وقوله تعالى: (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ). (طه: 94).
أُمَّ: مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بمناسبة الياء والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون في محل جر بالإضافة؛ إن تمّ تحريك (أمِّ) بالكسرة على نية الياء المحذوفة. أمَّ: مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها الفتحة التي جاءت بسبب قلب الياء ألفا. والياء المحذوفة المنقلبة ألفا ضمير مبنى على السكون في محل جر بالإضافة إن تمّ تحريك (أمّ) بالفتحة على نية الألف المحذوفة التي أصلها ياء المتكلم. والأصل: (يا ابن أمي) فقلبت الياء ألفا فأصبحت: (يا ابن أمّا)، ثم حذفـت الألف وأبقيت الفتحة؛ لتدل على الألف المحذوفة المنقلبة عن ياء المتكلم فأصبحت (يا ابن أمَّ).
ومثل ذلك: (ابن عمَّ، ابنة عمَّ، ابن أمِّ ابنة أُمَّ).
ملاحظة: [تحذف همزة (ابن وابنة) جوازا إذا دخل عليها حرف النداء (يا)].
تعليقات