دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب قال الله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة
قيد في هذه الآية الرقبة المعتقة في كفارة قتل الخطأ بالإيمان .
وأطلق الرقبة التي في كفارة الظهار واليمين عن قيد الإيمان حيث قال في كل منها : (فتحرير رقبة) ولم يقل مؤمنة .
الجواب :
هذا من باب المطلق والمقيد وله أربع حالات :
(١) أن يتفق حكمهما وسببهما فجمهور العلماء يحملون المطلق على المقيد في هذه الحالة التي هي اتحاد السبب والحكم معا .
(٢) أن يتحد الحكم ويختلف السبب كما في هذه الآية فإن الحكم متحد وهو عتق رقبة ، والسبب مختلف وهو قتل خطأ وظهار ، ومثل هذا المطلق يحمل على المقيد عند المالكية ، والشافعية ، والحنابلة لذا أوجبوا الإيمان في الأمة في كفارة الظهار حملا للمطلق على المقيد خلافا للأحناف الذين لا يحملون المطلق على القيد في هذه الحالة .
(٣) الاتحاد في السبب والاختلاف في الحكم قال أكثر العلماء لا يحمل المطلق على المقيد في هذه الحالة .
(٤) أن يختلفا في الحكم والسبب معا ، فلا يحمل المطلق على المقيد إجماعا ، نحو (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) فقد جاءت اليد مطلقة ، وفي قوله تعالى (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) اليد مقيدة ب (إلى المرافق) وقد اختلف السبب ففي الأولى السبب هو السرقة ، وفي الثانية السبب هو الوضوء للصلاة ، واختلف أيضا في الحكم ، ففي الأولى قطع اليد ، وفي الثانية غسل اليد ، لذا لا يحمل المطلق على المقيد إجماعا .
ونكمل المرة القادمة ، إن شاء الله تعالى .