📁 آخر الأخبار

علامات الاسم شرح الفية ابن عقيل

 بسم الله الرحمن الرحيم           

شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك الدرس الثاني علامات الاسم





علامات الاسم

يقول ابن مالك : 

بالجَرِّ والتَّنْوِينِ والنِّدَاء وَأَلْ ** وَمُسْنَدٍ للاسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ 


ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا البيت علامات الاسم وذكر أنها خمسة هي : 

١- الجر ٢- التنوين ٣- النداء ٤- أل التعريفية ٥- الإسناد


العلامة الأولى من علامات الاسم الجر

والجر له ثلاث أنواع هي : 


الجر بالحرف

وهو أن تسبق الكلمة بحرف من حروف الجر وهي عند النحاة عشرون حرفا على أرجح الأقوال منها ( من ، إلى ، عن ، في ، على ، الباء ، اللام ، ... ) مثال ذلك : خَرَجْتُ من البَيتِ ، فكلمة ( البيت ) في المثال السابق اسم مجرور ب( من ) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ، وهكذا يجب أن نقول في كل لفظ سبقه حرف من حروف الجر أنه اسم لأنه مجرور .


الجر بالتبعية

وهو أن تكون الكلمة تابعة لكلمة مجرورة قبلها كأن تكون بدلا منها أو صفة لها أو توكيدا أو عطفا ، واعلمو أن التوابع في اللغة العربية أربعة هي : النعت والتوكيد والعطف والبدل.


ومثال الكلمة المجرورة بالتبعية كأني أقول : مررتُ بزيدِ العالمِ ، ونظرتُ إلى زيدِ أخِيكَ ، فالعالم وأخيك مجروران بالتبعية فالعالم مجرورة على أنها صفة لزيد وزيد مجرور والصفة تتبع الموصوف ، وأخيك مجرورة على أنها بدل من زيد وبدل المجرور مجرور مثله .


الجر بالإضافة

وهو أن نضيف كلمة إلى أخرى فالمضاف إليه حكمه أن يكون مجرورا دائما وذلك نحو : هذا كتاب محمد ، وقابلت غلام زيد ، فمحمد وزيد مجرورا بالإضافة .


العلامة الثانية من علامات الاسم التنوين

التنوين هو : نون ساكنة تلي آخر الاسم لفظا وتفارقه خطأ ووفقا . ونعني به أن تكون الكلمة منونة بضمتين نحو : جاء رجلٌ ، أو منونة بفتحتين نحو : رأيتُ رجلاً ، أو منونة بكسرتين نحو : مررتُ برجلٍ ، والتنوين له أربعة أنواع هي : 


تنوين التمكين من علامات الاسم

وهو التنوين الذي يلحق الأسماء المعربة ما عدا جمع المذكر السالم والاسم المنقوص في حالتي الرفع والجر وسمي بتنوين التمكين لأنه يمكن الاسم من الاسمية نحو : جاء زيدٌ ، واتبعتُ محمدا ، ومررت بعمرٍو .


تنوين التنكير من علامات الاسم

وهو التنوين الذي يلحق الأسماء المبنية وذلك نحو : مررتُ بسيبويهِ وسيبويهِ آخر .


تنوين المقابلة من علامات الاسم 

وهو التنوين الذي يلحق جمع المؤنث السالم وسمي بتنوين المقابلة لأنه يقابل النون في جمع المذكر السالم ، والنون في جمع المذكر السالم هي عوض عن التنوين ، ومن أمثلة تنوين المقابلة : جاءتْ مسلماتٌ ، ورأيتُ مسلماتٍ ، ومررتُ بمسلماتٍ .


تنوين العوض من علامات الاسم 

والعوض لابد أن يكون عن شيءٍ فقد وتنوين العوض على ثلاثة أنواع هي :

 

تنوين عوض عن حرف من علامات الاسم

وهذا يكون في الاسم المنقوص في حالتي الرفع والجر ، ونعني بالاسم المنقوص ذلك الاسم الذي يكون آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها ، ومثال ذلك : جاءَ قاضٍ ، ومررتُ بدأعٍ ، فقاضٍ وداعٍ أصلهما قاضي وداعي ولكن لما وقعا في موضع الرفع والجر على التوالي حذفنا منهما ياء المنقوص وعوضنا حذف هذا الحرف بأن وضعنا التنوين .


تنوين عوض عن كلمة من علامات الاسم

وهذا يكون في الأسماء الملازمة للإضافة نحو ( كل ، بعض ، قبل ، بعض ، ... ) ومثال ذلك : كلٌ يموت ، وأصل هذه الجملة مثلا : كل مخلوق يموت ، فحذفنا كلمة ( مخلوق ) وعوضنا عنها التنوين .


تنوين عوض عن جملة من علامات الاسم 

وهذا يكون في الظروف المتصلة ب( إذ ) نحو : ( وأنتم حينئذٍ تنظرون ) فالتنوين في ( إذ ) عوض عن جملة كاملة وتقدير الآية الكريمة - والله أعلم - وأنتم حين إذ بلغت الروح الحلقوم تنظرون .


العلامة الثالثة النداء من علامات الاسم

فإذا سُبقت الكلمة بحرف من حروف النداء دل ذلك على أنها اسم نحو قوله تعالى : " يا زكريا إنا نبشرك بغلام " ، ونحو : " يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا " ونحو : " ويا نوح قد جادلتنا .... " ونحو : يا زيد أقبل ، ونحو : يا طالب ، ذاكر دروسك تنجح ، وهكذا 


العلامة الرابعة أل التعريفية من علامات الاسم

إذا دخل الحرف ( أل ) على الكلمة ، وأقترنت به دلَّ ذلك على أنها اسم ، فإنها لا تدخل على الفعل ولا على الحرف ، مثال اقتران الكلمة بأل في قول المتنبئ :

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني ** والسيفُ الرمحُ والقرطاسُ والقلمُ 

فقد ضم البيت سبع كلمات اقترنت ب( أل ) فدل ذلك على أنها أسماء وليست أفعالا ولا حروفا .


العلامة الخامسة الإسناد من علامات الاسم

إذا كانت الكلمة اسما صح الإسناد إليها نحو : حضر محمد ، وزيد منطلق ، فمحمد وزيد اسمان لأننا أسندنا إلى الأول وهو محمد الحضور ، وأسندنا إلى الثاني وهو زيد الانطلاق ، فكل ما صح الإسناد إليه فهو اسم ، ففي الجملة الاسمية المسند إليه هو المبتدأ ، وفي الجملة الفعلية المسند إليه هو الفاعل إذا كان الفعل مبني للمعلوم ، ونائب الفاعل إذا كان الفعل مبني للمجهول .


ملحوظة على علامات الاسم

هذه هي أنواع التنوين التي تميز الاسم عن الفعل والحرف وهناك تنوينان آخران لا يميزان الاسم وهما يدخلان على جميع أنواع الكلمة وهما خاصان بالشعر فقط ، الأول هو تنوين الترنم وهو الذي يلحق القوافي المطلقة بحرف علة كقول الشاعر :

أقلي اللوم عاذل والعتابن ** وقولي إن أصبت لقد أصابن 


فالشاهد في هذا البيت في قوله ( والعتابن ) وقوله ( أصابن ) فجيء بالتنوين في الكلمتين والأولى اسم والثانية فعل وذلك بدل عن الألف لأجل الترنم لأن القافية مطلقة ، وكذلك قول الشاعر : 


أزف الترحل غير أن ركابنا ** لما تزل برحالنا وكأن قدن

فالشاهد في هذا البيت في قوله ( قدن ) حيث دخل التنوين على الحرف ( قد ) وذلك بدل عن الألف لأجل الترنم لأن القافية مطلقة .

والثاني هو التنوين الغالي وأثبته الأخفش ( سعيد بن مسعدة ) ، وهو الذي يلحق القوافي المقيدة كقول الشاعر : 


وقاتم الأعماق خاوي المخترقن .

وظاهر كلام المصنف أن التنوين كله من خواص الاسم ، وليس كذلك ، بل الذي يختص به الاسم إنما هو تنوين التمكين ، والتنكير ، والمقابلة ، والعوض ، وأما تنوين الترنم والغالي فيكونان في الاسم والفعل والحرف .


هذه هي علامات الاسم ، وفي درسنا القادم إن شاء الله سنتحدث عن علامات الفعل وعسى أن تكون كل شيء واضح ، والفرصة متاحة للأسئلة ، ولكي تكون هناك فرصة للفهم والحفظ لهذا الدرس والاستعداد لما بعده.

تعليقات